(يهددني بالعظيم الوليد * فقلت أنا ابن أبي طالب أنا ابن المجبل بالأبطحين * وبالبيت من سلفي غالب فلا تحسبني أخاف الوليد * ولا إنني منه بالهائب) (1).
2 - لا مانع من تكرر نزول آية سأل سائل واعترض ابن تيمية على حديث سفيان بن عيينة بأن سورة سأل سائل مكية فكيف يقال بأنها نزلت في شأن الحارث بن النعمان في واقعة غدير خم؟!.
وهو اعتراض باطل جدا، فإنه لا مانع عن القول بنزول هذه السورة مرتين بأن تكون قد نزلت بمكة مرة وفي الواقعة المذكورة مرة أخرى، ولقد ذكر علماء أهل السنة احتمال تكرر النزول بالنسبة إلى آيات كثيرة من القرآن الكريم، قال جلال الدين السيوطي: (النوع الحادي عشر: - ما تكرر نزوله - صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله. قال ابن الحصار: قد يتكرر نزول الآية تذكيرا وموعظة، وذكر من ذلك خواتيم سورة النحل وأول سورة الروم. وذكر ابن كثير منه آية الروح، وذكر قوم منه الفاتحة، وذكر بعضهم منه قوله: ما كان النبي والذين آمنوا الآية.
وقال الزركشي في البرهان: قد ينزل الشئ مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا عند حدوث سببه خوف نسيانه. ثم ذكر منه آية الروح وقوله: أقم الصلاة طرفي النهار - الآية. قال: فإن سورة الإسراء وهود مكيتان وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلا بالمدينة، ولهذا أشكل ذلك على بعضهم ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة. قال: وكذلك ما ورد في سورة الاخلاص من أنها جواب المشركين بمكة وجواب لأهل الكتاب بالمدينة. وكذلك قوله تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا.