أبي سعيد عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة.
وكان حافظا دينا، جمع بين معرفة المتون والأسانيد.. وصنف التصانيف المفيدة وخرج التخاريج، وكان حسن الكلام على الأحاديث، محفوظا في الجمع والتأليف، صنف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة، أتى فيه بالعجائب، وهو على نسق تاريخ بغداد، قال لي شيخنا الحافظ العلامة أبو محمد عبد العظيم المنذري حافظ مصر أدام الله به النفع - وقد جرى ذكر هذا التاريخ وأخرج لي منه مجلدا وطال الحديث في أمره واستعظامه - ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه، وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان فيه مثل هذا الكتاب بعد الاشتغال والتنبه. قال - ولقد قال الحق - من وقف عليه عرف حقيقة هذا القول، ومتى يتسع للانسان الوقت حتى يضع مثله، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره وما صح له هذا إلا بعد مسودات ما كاد ينضبط حصرها.
وله غيره تواليف حسنة وأجزاء ممتعة..) (1).
3 - الذهبي: (ابن عساكر الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين.. قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت، جمع بين معرفة المتن والإسناد، وكان كثير العلم غزير الفضل، صحيح القراءة، مثبتا، رحل وتعب وبالغ في الطلب، وجمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على الاقران.. وقال المحدث بهاء الدين القاسم: كان أبي رحمه الله مواظبا على الجماعة والتلاوة، يختم كل ليلة ختمة [يختم كل جمعة]، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل