____________________
وفي مجالس المفيد طاب ثراه: من أشار إليه بشئ من الحواس.
1) المراد من التذلل هنا العبادة، والمعنى أن من حكم بأن له تعالى أجزاء وأبعاضا (1) لم يعبده بل عبد غيره، لأنه سبحانه منزه عن الاجزاء والابعاض.
وفي فقرات هذه الخطبة دلالة على أن الأشاعرة القائلين بأن له صفات زائدة على ذاته، والمعتزلة القائلين بثبوت الأحوال، والحنابلة الذين جعلوه جسما كالأجسام لم يعبدوه تعالى ولم يقولوا بألوهيته، لأنه تعالى غير ما زعموه، وفيه دلالة على حقية (2) ما حكيناه عن المصنف طاب ثراه في مباحثته مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك.
2) أي: من تخيل له في نفسه صورة أو هيئة وشكلا. أو المعنى أن كلما تصل إليه عقول العارفين فهو غير كنهه تعالى، ويجوز أن يكون المعنى أن من أراده بعبادته ومعرفته بمجرد التوهم من غير جزم وعلم بوجوده واتصافه بالوحدانية فهو لم يرده تعالى ولم يطلبه، لأنه محقق الوجود لا متوهمه.
3) معناه: أن كلما يعلم وجوده ضرورة بالحواس من غير أن يستدل عليه بالآثار فهو مصنوع، وذلك أن الباري سبحانه معروف من طريقين: أحدهما من أفعاله، والآخر بنفسه، وهي طريقة الحكماء الذين بحثوا في الوجود من حيث هو وجود، فعلموا أنه لا بد من موجود واجب الوجود، فلم يستدلوا عليه بأفعاله، بل أخرج لهم البحث في الوجود أنه لا بد من ذات يستحيل عدمها
1) المراد من التذلل هنا العبادة، والمعنى أن من حكم بأن له تعالى أجزاء وأبعاضا (1) لم يعبده بل عبد غيره، لأنه سبحانه منزه عن الاجزاء والابعاض.
وفي فقرات هذه الخطبة دلالة على أن الأشاعرة القائلين بأن له صفات زائدة على ذاته، والمعتزلة القائلين بثبوت الأحوال، والحنابلة الذين جعلوه جسما كالأجسام لم يعبدوه تعالى ولم يقولوا بألوهيته، لأنه تعالى غير ما زعموه، وفيه دلالة على حقية (2) ما حكيناه عن المصنف طاب ثراه في مباحثته مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك.
2) أي: من تخيل له في نفسه صورة أو هيئة وشكلا. أو المعنى أن كلما تصل إليه عقول العارفين فهو غير كنهه تعالى، ويجوز أن يكون المعنى أن من أراده بعبادته ومعرفته بمجرد التوهم من غير جزم وعلم بوجوده واتصافه بالوحدانية فهو لم يرده تعالى ولم يطلبه، لأنه محقق الوجود لا متوهمه.
3) معناه: أن كلما يعلم وجوده ضرورة بالحواس من غير أن يستدل عليه بالآثار فهو مصنوع، وذلك أن الباري سبحانه معروف من طريقين: أحدهما من أفعاله، والآخر بنفسه، وهي طريقة الحكماء الذين بحثوا في الوجود من حيث هو وجود، فعلموا أنه لا بد من موجود واجب الوجود، فلم يستدلوا عليه بأفعاله، بل أخرج لهم البحث في الوجود أنه لا بد من ذات يستحيل عدمها