____________________
1) قال بعض الاعلام: أكثر الاخبار إنما تدل على نفي زيادة الصفات، أي على نفي صفات موجودة زائدة على ذاته تعالى. وأما كونها عين ذاته تعالى بمعنى أنها تصدق عليها، أو أنها قائمة مقام الصفات الحاصلة في غيره تعالى، أو أنها أمور اعتبارية غير موجودة في الخارج واجبة الثبوت لذاته تعالى، فلا نص فيها على شئ منها (1).
أقول: دلالة الاخبار على المعنيين الأولين ظاهر لا غبار عليه.
وأما تحقيق الخلاف، فقال الفاضل الدواني: لا خلاف بين المتكلمين كلهم والحكماء في كونه تعالى عالما قديرا مريدا متكلما، وهكذا في سائر الصفات، ولكنهم تخالفوا في أن الصفات عين ذاته أو غير ذاته، أو لا هو ولا غيره، فذهبت المعتزلة والفلاسفة إلى الأول، وجمهور المتكلمين إلى الثاني، والأشعري إلى إثبات الثالث، والفلاسفة حققوا عينية الصفات، بأن ذاته تعالى من حيث أنه مبدأ لانكشاف الأشياء عليه علم، ولما كان مبدأ الانكشاف عين ذاته كان عالما بذاته، وكذا الحال في القدرة والإرادة، وغيرهما من الصفات.
قالوا: وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدة عليه، فإنا نحتاج في انكشاف الأشياء علينا إلى صفة مغايرة لنا قائمة بنا، والله تعالى لا يحتاج إليه، بل بذاته تنكشف الأشياء عليه، ولذلك قيل: محصول كلامهم
أقول: دلالة الاخبار على المعنيين الأولين ظاهر لا غبار عليه.
وأما تحقيق الخلاف، فقال الفاضل الدواني: لا خلاف بين المتكلمين كلهم والحكماء في كونه تعالى عالما قديرا مريدا متكلما، وهكذا في سائر الصفات، ولكنهم تخالفوا في أن الصفات عين ذاته أو غير ذاته، أو لا هو ولا غيره، فذهبت المعتزلة والفلاسفة إلى الأول، وجمهور المتكلمين إلى الثاني، والأشعري إلى إثبات الثالث، والفلاسفة حققوا عينية الصفات، بأن ذاته تعالى من حيث أنه مبدأ لانكشاف الأشياء عليه علم، ولما كان مبدأ الانكشاف عين ذاته كان عالما بذاته، وكذا الحال في القدرة والإرادة، وغيرهما من الصفات.
قالوا: وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدة عليه، فإنا نحتاج في انكشاف الأشياء علينا إلى صفة مغايرة لنا قائمة بنا، والله تعالى لا يحتاج إليه، بل بذاته تنكشف الأشياء عليه، ولذلك قيل: محصول كلامهم