سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: لم يزل الله يعلم؟ قال: إي يكون يعلم ولا معلوم 1)، قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟ قال: إي يكون ذلك ولا
____________________
جبرئيل عليه السلام، أو النبي صلى الله عليه وآله، أو الشجرة، وبه قالت المعتزلة.
وذهبت الحنابلة إلى أن كلامه سبحانه حروف وأصوات لكنها قديمة، بل قال بعضهم: إن جلد القرآن قديم، وكذا غلافه. وقالت الكرامية: أن كلامه تعالى صفة له مؤلفة من الحروف والأصوات الحادثة القائمة بذاته تعالى. واما الأشاعرة، فقالوا بالكلام النفسي، وأن كلامه تعالى معنى واحد بسيط قائم بذاته قديم، وقد قامت البراهين العقلية والنقلية على بطلان ما عدا الأول، وهي مذكورة في محالها.
1) إي بكسر الهمزة حرف جواب بمعنى نعم، هذا على ما في بعض النسخ، ولا إشكال فيه، وإنما الاشكال على ما في أكثرها من أن لفظه هكذا: أنى يكون يعلم ولا معلوم، وكذلك في قوله (أنى يكون ذلك ولا مسموع) وكذا (أنى يكون ذلك ولا مبصر).
وحينئذ فتوجيهه أن يقال: لعل السائل إنما سأل عن العلم على وجه الحضور، بأن يكون المعلوم حاضرا موجودا، فنفى عليه السلام عنه هذا العلم، لأنه يلزم منه: إما حدوث العلم، أو قدم المعلوم، ثم أثبت كونه تعالى متصفا بالعلم الأزلي من غير معلوم، لان اثبات العلم والمعلوم يوافق مذهب الفلاسفة من القول بقدم العالم، فيكون بزعمهم العلم دائما وقع على المعلوم، هذا.
واعلم أن بعض الأفاضل قد ظن أن السمع والبصر نوعان من الادراك لا
وذهبت الحنابلة إلى أن كلامه سبحانه حروف وأصوات لكنها قديمة، بل قال بعضهم: إن جلد القرآن قديم، وكذا غلافه. وقالت الكرامية: أن كلامه تعالى صفة له مؤلفة من الحروف والأصوات الحادثة القائمة بذاته تعالى. واما الأشاعرة، فقالوا بالكلام النفسي، وأن كلامه تعالى معنى واحد بسيط قائم بذاته قديم، وقد قامت البراهين العقلية والنقلية على بطلان ما عدا الأول، وهي مذكورة في محالها.
1) إي بكسر الهمزة حرف جواب بمعنى نعم، هذا على ما في بعض النسخ، ولا إشكال فيه، وإنما الاشكال على ما في أكثرها من أن لفظه هكذا: أنى يكون يعلم ولا معلوم، وكذلك في قوله (أنى يكون ذلك ولا مسموع) وكذا (أنى يكون ذلك ولا مبصر).
وحينئذ فتوجيهه أن يقال: لعل السائل إنما سأل عن العلم على وجه الحضور، بأن يكون المعلوم حاضرا موجودا، فنفى عليه السلام عنه هذا العلم، لأنه يلزم منه: إما حدوث العلم، أو قدم المعلوم، ثم أثبت كونه تعالى متصفا بالعلم الأزلي من غير معلوم، لان اثبات العلم والمعلوم يوافق مذهب الفلاسفة من القول بقدم العالم، فيكون بزعمهم العلم دائما وقع على المعلوم، هذا.
واعلم أن بعض الأفاضل قد ظن أن السمع والبصر نوعان من الادراك لا