____________________
1) أي: هو حافظ ورقيب لها كلها، أو أنه قرر على كل شئ من يحفظه من ملائكته إلى وقت فنائه.
هذا واعلم أن الرقيب صفة يشترك بها الخالق والمخلوق، فان تعدت به (على) فهي صفة له عز شأنه. وان تعدت باللام، فهي من حالات الخلق بالنسبة إلى الخالق. والمراقبة أحد ثمرات الايمان، وهي رتبة عظيمة من رتب السالكين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ا عبد الله كأنك تراه، وان لم تكن تراه فإنه يراك (1).
قال الغزالي: وحقيقتها أنها حالة للنفس تثمرها نوعا من المعرفة، وتثمر أعمالا في الجوارح والقلب. أما الحالة فهي مراعاة القلب للرقيب. وأما العلم المثمر لها، فهو العلم بأن الله مطلع على السرائر، فهذه المعرفة إذا استولت على القلب، فلا بد أن تجذبه إلى مراعاة الرقيب، والموقنون بهذه المعرفة فهم الصديقون، ومراقبتهم التعظيم والاجلال والانكسار من هيبته بحيث لا يبقى فيه متسع للالتفات إلى الغير أصلا، وهي مراقبة مقصورة على القلب.
وأما الجوارح، فإنها تتعطل عن الانتقال إلى المباحات فضلا عن المحظورات، ومن هذه المرتبة، فقد يغفل عن الخلق حتى لا يبصرهم ولا يسمع أقوالهم، ومثل هذا بمن يحضر في خدمة ملك، فان بعضهم قد لا يحسن بما يجري عليه في حضرة الملك من استغراقه بهيبة. روي أن يحيى بن زكريا عليهما السلام مر بامرأة فدفعها على وجهها، فقيل له: لم فعلت بهذا؟ فقال: ما ظننتها إلا جدارا.
الثانية: مراقبة الورعين من أصحاب اليمين، وهم قوم غلب بعض اطلاع
هذا واعلم أن الرقيب صفة يشترك بها الخالق والمخلوق، فان تعدت به (على) فهي صفة له عز شأنه. وان تعدت باللام، فهي من حالات الخلق بالنسبة إلى الخالق. والمراقبة أحد ثمرات الايمان، وهي رتبة عظيمة من رتب السالكين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ا عبد الله كأنك تراه، وان لم تكن تراه فإنه يراك (1).
قال الغزالي: وحقيقتها أنها حالة للنفس تثمرها نوعا من المعرفة، وتثمر أعمالا في الجوارح والقلب. أما الحالة فهي مراعاة القلب للرقيب. وأما العلم المثمر لها، فهو العلم بأن الله مطلع على السرائر، فهذه المعرفة إذا استولت على القلب، فلا بد أن تجذبه إلى مراعاة الرقيب، والموقنون بهذه المعرفة فهم الصديقون، ومراقبتهم التعظيم والاجلال والانكسار من هيبته بحيث لا يبقى فيه متسع للالتفات إلى الغير أصلا، وهي مراقبة مقصورة على القلب.
وأما الجوارح، فإنها تتعطل عن الانتقال إلى المباحات فضلا عن المحظورات، ومن هذه المرتبة، فقد يغفل عن الخلق حتى لا يبصرهم ولا يسمع أقوالهم، ومثل هذا بمن يحضر في خدمة ملك، فان بعضهم قد لا يحسن بما يجري عليه في حضرة الملك من استغراقه بهيبة. روي أن يحيى بن زكريا عليهما السلام مر بامرأة فدفعها على وجهها، فقيل له: لم فعلت بهذا؟ فقال: ما ظننتها إلا جدارا.
الثانية: مراقبة الورعين من أصحاب اليمين، وهم قوم غلب بعض اطلاع