____________________
كمال الدين ميثم.
وقال بعض شارحي النهج في بيان ذلك: أنه لما كان بالمشاعر والحواس التي هي الآلات المشار إليها أكملت عقولنا، وبعقولنا استخرجنا الدليل على أنه لا يصح رؤيته، فاذن بخلق هذه الأدوات والآلات لنا عرفنا أنه يستحيل أن يعرف بغير العقل (1).
أقول: مبنى القولين على أن الضمير في (بها) راجع إلى الآلات والحواس، ولا يخفى أن الأولى ارجاعه إلى العقول، لأنها أقرب لفظا ومعنى ويؤيده:
1) لان تحاكم الأوهام إنما يكون إلى العقول، فهي القاضي بينها فيما يختلف فيه، لأنها أئمة الجوارح البدنية، كما ورد في حديث هشام مع عمرو بن عبيد البصري (2).
2) أي: كلما يرتسم في العقل ويحده فهو غيره تعالى، ويجوز أن يكون (غيره) مصدرا بمعنى المغايرة، يعني بالعقول يثبت مغايرته تعالى للممكنات.
3) أي: من العقول استنبط الدليل على وجوده وصفاته تعالى.
4) أي: بالعقول عرف الله تعالى العقول، أو أهلها الاقرار بالصانع تعالى شأنه.
5) يعني: ان الايمان هو التصديق القلبي، لكن الاقرار باللسان من
وقال بعض شارحي النهج في بيان ذلك: أنه لما كان بالمشاعر والحواس التي هي الآلات المشار إليها أكملت عقولنا، وبعقولنا استخرجنا الدليل على أنه لا يصح رؤيته، فاذن بخلق هذه الأدوات والآلات لنا عرفنا أنه يستحيل أن يعرف بغير العقل (1).
أقول: مبنى القولين على أن الضمير في (بها) راجع إلى الآلات والحواس، ولا يخفى أن الأولى ارجاعه إلى العقول، لأنها أقرب لفظا ومعنى ويؤيده:
1) لان تحاكم الأوهام إنما يكون إلى العقول، فهي القاضي بينها فيما يختلف فيه، لأنها أئمة الجوارح البدنية، كما ورد في حديث هشام مع عمرو بن عبيد البصري (2).
2) أي: كلما يرتسم في العقل ويحده فهو غيره تعالى، ويجوز أن يكون (غيره) مصدرا بمعنى المغايرة، يعني بالعقول يثبت مغايرته تعالى للممكنات.
3) أي: من العقول استنبط الدليل على وجوده وصفاته تعالى.
4) أي: بالعقول عرف الله تعالى العقول، أو أهلها الاقرار بالصانع تعالى شأنه.
5) يعني: ان الايمان هو التصديق القلبي، لكن الاقرار باللسان من