مخرج النفس، وكل خرق سم، أو من السم الذي يقتل، قال الزجاج: يريد عذاب سموم جهنم وهو ما يوجد من لفحها وحرها " إنا كنا من قبل " أي في الدنيا " ندعوه " أي ندعو الله ونوحده ونعبده " إنه هو البر " أي اللطيف، وقيل: الصادق فيما وعده " الرحيم " بعباده.
وفي قوله تعالى: " إن المتقين في جنات ونهر " أي أنهار، لأنه اسم جنس يقع على القليل والكثير، والنهر هو المجري الواسع من مجاري الماء " في مقعد صدق " أي مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم، وقيل: وصفه بالصدق لكونه رفيعا مرضيا، و قيل: لدوام النعيم به، وقيل: لان الله صدق وعد أوليائه فيه " عند مليك مقتدر " أي عند الله سبحانه، فهو المالك القادر الذي لا يعجزه شئ، وليس المراد قرب المكان، بل إنهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " ولمن خاف مقام ربه " أي موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب، أو قيامه على أحواله، من قام عليه: إذا راقبه، أو مقام الخائف عند ربه للحساب بأحد المعنيين، فأضاف إلى الرب تفخيما وتهويلا " جنتان " جنة للخائف الانسي، وجنة للخائف الجني، فإن الخطاب للفريقين، والمعنى: لكل خائفين منكما أو لكل واحد جنة لعقيدته، وأخرى لعمله، أو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعاصي، أو جنة يثاب بها، وأخرى يتفضل بها عليه، أو روحانية و جسمانية، وكذا ما جاء مثنى بعد.
وقال الطبرسي رحمه الله: أي جنة عدن، وجنة النعيم، وقيل: بستانان:
إحديهما داخل القصر، والأخرى خارج القصر، كما يشتهي الانسان في الدنيا، وقيل: إحدى الجنتين منزله، والأخرى منزل أزواجه وخدمه، وقيل: جنة من ذهب وجنة من فضة.
وقال البيضاوي " ذواتا أفنان ": أنواع من الأشجار والثمار، جمع فن، أو أغصان جمع فنن، وهي الغصنة التي تنشعب من فرع الشجر، وتخصيصها بالذكر لأنها التي تورق وتثمر وتمد الظل " فيهما عينان تجريان " حيث شاؤوا في الأعالي