بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٥
فقد اختلف قول علمائنا فيهم، فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره، وذهب آخرون إلى أنهم فسقة وهو الأقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة: أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة، الثاني قال بعضهم: إنهم يخرجون من النار إلى الجنة، الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود، ولا يدخلون الجنة لعدم الايمان المقتضي لاستحقاق الثواب انتهى.
وقال رحمه الله في شرح الياقوت: أما دافعوا النص فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم، ومن أصحابنا من يحكم بفسقهم خاصة، ثم اختلف أصحابنا في أحكامهم في الآخرة فالأكثر قالوا بتخليدهم، وفيهم من قال بعدم الخلود، وذلك إما بأن ينقلوا إلى الجنة وهو قول شاذ عنده، أولا إليهما واستحسنه المصنف انتهى.
أقول: القول بعدم خلودهم في النار نشأ من عدم تتبعهم للاخبار، والأحاديث الدالة على خلودهم متواترة أو قريبة منها، نعم الاحتمالان الأخيران آتيان في المستضعفين منهم كما ستعرف.
والقول بخروج غير المستضعفين من النار قول مجهول القائل، نشأ بين المتأخرين الذين لا معرفة لهم بالاخبار ولا بأقوال القدماء الأخيار، قال الصدوق رحمه الله: اعتقادنا في الظالمين أنهم ملعونون والبراءة منهم واجبة، واستدل على ذلك بالآيات والاخبار. ثم قال: والظلم هو وضع الشئ في غير موضعه، فمن ادعى الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون، وقال النبي صلى الله عليه وآله: من جحد عليا إمامته من بعدي فإنما جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته.
ثم قال: واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السلام أنه

(1) هذه المطالب النفيسة التي تنتهى إلى قوله فيما سيأتي: (وقال شارح المقاصد) غير موجودة في غير نسخة المصنف، ويظهر أنه قد أضافها في مراجعاته بعد تأليف الكتاب، حيث كتبها في هامش نسختهه بخطه الشريف.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست