أيديهم في غير أخدود، لان ذلك أمتع لهم بما يرونه من حسن مياهها وصفائها، وقيل: عيون أي ينابيع ماء يجري خلال الأشجار.
وفي قوله تعالى: " مفازا " أي فوزا ونجاة إلى حال السلامة والسرور، وقيل:
المفاز: موضع الفوز " وكواعب أترابا " أي جواري تكعب ثديهن مستويات في السن " وكأسا دهاقا " أي مترعة مملوءة، وقيل: متتابعة على شاربيها، اخذ من متابعة الشد في الدهق، وقيل: على قدر ريهم، عن مقاتل " ولا كذابا " أي ولا تكذيب بعضهم لبعض ومن قرأ بالتخفيف يريد: ولا مكاذبة، وقيل: كذبا " عطاء حسابا " أي كافيا، وقيل:
أي كثيرا، وقيل: حسابا على قدر الاستحقاق وبحسب العمل.
وفي قوله تعالى: " على الأرائك ينظرون " إلى ما أعطوا من النعيم والكرامة، وقيل: ينظرون إلى عدوهم حين يعذبون " تعرف في وجوههم نضرة النعيم " أي إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة بما ترى في وجوههم من النور والحسن والبياض والبهجة، قال عطاء: وذلك أن الله تعالى قد زاد في جمالهم وألوانهم مالا يصفه واصف.
" يسقون من رحيق " أي من خمر صافية خالصة من كل غش " مختوم " وهو الذي له ختام، أي عاقبة، وقيل: مختوم في الآنية بالمسك وهو غير الخمر التي تجري في الأنهار، وقيل: هو مختوم أي ممنوع من أن تمسه يد حتى يفك ختمه للأبرار، ثم فسر المختوم بقوله: " ختامه مسك " أي آخر طعمه ريح المسك إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك، وقيل: ختم إناؤه بالمسك بدلا من الطين الذي يختم به الشراب في الدنيا، وعن أبي الدرداء، هو تراب أبيض من الفضة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل إصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها ثم رغب فيها، فقال: " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " أي فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله سبحانه، وفي الحديث: من صام لله في يوم صائف سقاه الله على الظماء من الرحيق المختوم. وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم. " ومزاجه من تسنيم " أي ومزاج ذلك الشراب الذي وصفناه وهو ما يمزج به من تسنيم وهو عين في الجنة، وهو أشرف شراب