في أبواب الآيات النازلة فيهم عليهم السلام أنهم فسروا الشرك والكفر في الآيات بترك الولاية. وقد وردت أخبار متواترة أنه لا يقبل عمل من الاعمال إلا بالولاية.
وقال الصدوق رحمه الله: الاسلام هو الاقرار بالشهادتين وهو الذي به تحقن الدماء والأموال، والثواب على الايمان، وقد ورد في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام: من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها، وإن من مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق.
واعلم أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد.
وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت " الآية قال عليه السلام: إنما عنى بذلك أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وقد ورد في الناصب ما ورد في خلوده في النار، وقد روي بأسانيد كثيرة عنهم عليهم السلام:
لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل وكل نبي بعثه الله وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عز وجل من النار ما أخرجه الله أبدا، والله عز وجل يقول في كتابه: " ماكثين فيه أبدا " وقد روي بأسانيد معتبرة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول:
أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرؤون من عدونا وأنكم من شيعتنا.
ويظهر من بعض الأخبار بل من كثير منها أنهم في الدنيا أيضا في حكم الكفار لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة وهم يبتلون بمعاشرتهم ولا يمكنهم الاجتناب عنهم وترك معاشرتهم ومخالطتهم ومناكحتهم أجرى الله عليهم حكم الاسلام توسعة، فإذا ظهر القائم عليه السلام يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبدا مع الكفار، وبه يجمع بين الاخبار كما أشار