فيشرفون وينظرون، وقيل: يا أهل النار فيشرفون وينظرون، فيجاء بالموت كأنه كبش أملح فيقال لهم: تعرفون الموت؟ فيقولون: هو هذا، وكل قد عرفه، قال: فيقدم ويذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت، قال: وذلك قوله: " وأنذرهم يوم الحسرة " الآية.
ورواه أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، ثم جاء في آخره فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لماتوا فرحا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا لماتوا " إذ قضي الامر " أي فرغ من الامر وانقضت الآمال، وادخل قوم النار وقوم الجنة، وقيل: معناه: انقضى أمر الدنيا فلا يرجع إليها لاستدراك الغاية، وقيل: معناه:
حكم بين الخلائق بالعدل، وقيل: قضي على أهل الجنة الخلود، وقضي على أهل النار الخلود " وهم في غفلة " في الدنيا عن ذلك " وهم لا يؤمنون " أي لا يصدقون به.
1 - معاني الأخبار: أبي، عن سعد، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن حفص، عن أبي عبد الله عليه السلام وساق الحديث إلى أن قال: ويوم الحسرة يم يؤتى بالموت فيذبح " ص 50 " 2 - الحسين بن سعيد أو النوادر: النضر بن سويد، عن درست، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: لا أعلمه ذكره إلا عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنة والنار، قال: ثم ينادي مناد يسمع أهل الدارين جميعا: يا أهل الجنة يا أهل النار، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا، قال:
فيقال لهم: أتدرون ما هذا؟ هذا هو الموت الذي كنتم تخافون منه في الدنيا، قال:
فيقول أهل الجنة: اللهم لا تدخل الموت علينا، قال: ويقول أهل النار: اللهم أدخل الموت علينا، قال ثم يذبح كما تذبح الشاة، قال: ثم ينادي مناد: لا موت أبدا، أيقنوا بالخلود، قال: فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ يموت من فرح لماتوا، قال:
ثم قرأ هذه الآية: " أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون " قال: ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد يموت من شهيق لماتوا، وهو قول الله عز وجل: " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر ".