قلنا: لا نسلم السكوت لما أخرجه ابن قتيبة في كتابه أن أبا بكر قال في وجعه ما ألقى منكم يا معاشر المهاجرين أشد من وجعي وليت أمركم خيركم فكلكم ورم من ذلك أنفه، أراد أن يكون هذا الأمر له.
ومن الكتاب قول علي للحسن: ما زلت مظلوما منذ هلك جدك وقد ذكرنا طرفا مما يدل على كراهة الناس لعمر، عند قولنا في قوله: ﴿إنما وليكم الله و رسوله﴾ (١) إذا كان إذا قد صدر * فأين الرضا بخلافة عمر * ولئن سلم سكوته فهو أعم من رضاه، وقد عرف في الأصول بطلان الاجماع السكوتي، إذ لا ينسب إلى ساكت قول، بل دلالة السكوت على السخط أولى من دلالته على الرضا.
قالوا: يكفي في الرضا ترك النكير، قلنا: لا فإن السخط أسبق للاجماع على تأخره عن البيعة كراهة لها.
قالوا: في وصية النبي صلى الله عليه وآله له أن لا توقع فتنة، دليل صحة خلافتهم، قلنا:
قد أمر الله نبيه بالصبر على أذى الكفار حتى نزلت آية السيف وقد أخرج صاحب جامع الأصول عن أبي ذر قول النبي صلى الله عليه وآله: كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ؟ قلت: أضرب بسيفي حتى ألقاك قال: هل أدلك على خير من ذلك؟
تصبر حتى تلقاني.
وفي صحيح مسلم والبخاري عن حذيفة نحو ذلك وأمره النبي صلى الله عليه وآله أن يسمع ويطيع وإن ضرب ظهره، وأخذ ماله، فهذا نص كتبهم وهم يستدلون بذلك على إمامة صاحبهم، فما أحسن قول بعضنا:
خصرك يا من حوت محاسنه * غرائبا ما روين في عصر أضعف من حجة النواصب في * أن إمام الهدى أبو بكر وأما الدفن، ففيه جرءة على الله ورسوله، حيث قال: ﴿لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم﴾ (2) (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي (3)) وحيث قال: