صميم القلب لأنه يوجب دخول أهله في حزب الصالحين وحسن أولئك رفيقا (وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته) لعل المراد بالذنب: الغنى، وبالعقوبة: البعد عن الحق في الدنيا وهو من أعظم العقوبات، وقد شبه أمير المؤمنين (عليه السلام) أهل الدنيا تارة بالكلاب والذئاب وأخرى بالأنعام والدواب في أنهم يزرعون أياما قليلة في مزرع الدنيا ويتركون عنان الطبيعة في أيدي الهوى ويعرضون عن حقوق المولى فيحشرون يوم القيامة أعمى، ويحتمل أن يراد بالذنب غير الغنى وبالعقوبة الغنى.
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): طوبى للمساكين بالصبر وهم الذين يرون ملكوت السماوات والأرض.
* الشرح:
قوله (طوبى للمساكين بالصبر وهم الذين يرون ملكوت السماوات والأرض) لعل المراد أن المساكين الزاهدين في الدنيا الراغبين عن زهراتها، الصابرين في البأساء والضراء، الشاكرين لخالق الأرض والسماء يفتح الله عيون قلوبهم ويرون ملكوت السماوات والأرض وينظرون في الظلمات البشرية إلى الأسرار الإلهية، ويشاهدون في الأبدان الناسوتية الإشراقات اللاهوتية وربما يتفاوت ذلك التجلي بتفاوت حالاتهم في الصبر والشكر والسير إلى الله سبحانه وبذلك يتفاوت ذلك التجلي بتفاوت حالاتهم في الصبر والشكر والسير إلى الله سبحانه وبذلك يتفاوت نور الايمان في قلوبهم وبذلك يتفاوت الرؤية، والله يؤيد بنصره من يشاء.
14 - وبإسناده قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عز وجل على فقركم، فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.
* الشرح:
قوله (وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عز وجل على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم) الفقر نعمة من الله على عبده فإذا رضي به كان رضاه شكرا يستحق به الأجر والثواب، وإن سخط منه كان سخطه كفرانا لتلك النعمة فلا يستحق الثواب، نعم لو كان عدم الرضا عبارة عن ميل قلبه إلى الغنى دون السخط والاعتراض على قسمة الحق فالظاهر أن له ثوابا دون ثواب الراضي.
وملخص القول: أن للفقير ثلاثة أحوال أحدها الرضا بالفقر والفرح به وهو شأن الأولياء والأصفياء، وثانيهما الرضا به دون الفرح وله أيضا ثواب دون الأول، وثالثها عدم الرضا به والكراهة في القسمة وهذا لا ثواب له أصلا.
15 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عيسى الفراء، عن محمد بن