وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار (1) بل قد يقال إن المفلس حقيقة هو هذا وأما من ليس له مال أو من قل ماله فالناس يسمونه مفلسا وليس هو بمفلس وفقير حقيقة لأن هذا الإفلاس ينقطع بموته وربما ينقطع بيسار في حياته بخلاف ذلك المفلس الفقير فإنه هالك دائما ويحتمل أن يراد بقوله (عليه السلام) «ولكن من الدين» الفقر القلبي وضده الغنى القلبي، فالفقير على هذا من ليس له في الدين معرفة وعلم بأحكامه ولا تقوى وورع وغير ذلك من الصفات الحسنة، وهذا أيضا أشد من الفقر المتعارف بل لا نسبة بينهما.
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا * لا بارك الله في الدنيا بلا دين