الخامس: إمساك الفضل من الكلام وهو ما لا ينفع في الآخرة سواء يضره أم لا، فيشمل المباح وأكثر كلام الناس في المجالس من هذا القبيل.
السادس: كفاية الناس من شره ولا يتم ذلك إلا بالعدالة التابعة للاعتدال في القوة العقلية والشهوية والغضبية.
السابع: إنصاف الناس من نفسه بأن يحب للناس ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ولا يتصف بالإنصاف إلا من لمعت في قلبه الأسرار الإلهية، وانغلقت عنه أبواب الوساوس الشيطانية فإنه حينئذ لا يرجح نفسه على غيره إذا كان الحق مع ذلك الغير بل هو حاكم له على نفسه.
19 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا انبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، ألا انبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة.
* الشرح:
قوله (والمهاجر من هجر السيئات) أي المهاجر الذي مدحه الله تعالى هو هذا يعنى أنه الفرد الكامل منه وإلا فالمهاجر يطلق أيضا على من هاجر من مكة إلى المدينة قبل الفتح وعلى من هاجر من البدو إلى المدينة وعلى من هاجر من بلاد كفر عند خوف الجور والفساد وعدم التمكن من إظهار شعائر الاسلام كما قيل في قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون).
20 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي أيوب العطار، عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما شيعة علي الحلماء، العلماء، الذبل الشفاه، تعرف الرهبانية على وجوههم.
* الشرح:
قوله (إنما شيعة علي (عليه السلام) العلماء الحلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم) العلماء إشارة إلى كمال قوتهم النظرية بالعلم النظري وهو معرفة الصانع وصفاته ودينه وغير ذلك، والحلماء إشارة إلى كمالهم في القوة الغضبية لأن الحلم ملكة تحت الشجاعة الحاصلة من اعتدال تلك القوة، والذبل الشفاه وما بعده إشارة إلى كمالهم في القوة العملية، والراهب من انقطع للعبادة ومصدره الرهبة والرهبانية.