12 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا سليمان أتدري من المسلم؟
قلت: جعلت فداك أنت أعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت أعلم، قال: [إن] المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته.
* الشرح:
قوله (قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أي من شره وانما خص اليد واللسان بالذكر لأنهما أظهر الجوارح في الكسب وليس المقصود حصر المسلم على الموصوف بالصفة المذكورة ونفي الاسلام عن غيره لأن المعنى على الفضل والكمال لا على الحصر (المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأنفسهم) لأنه عرف بالأمانة والديانة والصلاح وكمال الايمان بالتجربة واشتهر بها حتى صار أمينا عندهم في أموالهم وأنفسهم.
(أو يدفعه دفعة تعنته) كأن المراد يدفعه عن خير ويرده إلى شر يوجب عنته وهو الفساد والإثم والمشقة والشدة والعناء والهلاك والوهي والانكسار والخطاء، وعنت إذا وقع في هذه الأمور، وأعنته غيره تعنيتا شدد عليه وألزمه ما يصعب عليه. وفي كنز اللغة: الدفع: بازداشتن ودور كردن وچيزى را فرا كسى دادن ودافع باز دارنده وبدر آرنده. وفي المصباح: الدفع: التنحية، والدفعة بالفتح: المرة، وبالضم: اسم لما يدفع بمرة.
13 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق.
14 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختري رفعه قال:
سمعته يقول: المؤمنون هينون لينون كالجمل الآلف إذا قيد انقاد، وإن انيخ على صخرة استناخ.
* الشرح:
قوله (المؤمنون هينون لينون كالجمل الآلف إذا قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ) هان الشيء هونا بالفتح من باب قال وهو هين بالتخفيف والتثقيل على فيعل وعينه واو وجمعه هينون كذلك، والهون: السهل والسكينة والوقار، وفي الفائق قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالتخفيف وتذم بالتشديد، وقيل: هما واحد. أقول كأنه أراد أن المخفف من الهون بالفتح والمثقل من الهون