بالضم. يقال هان الشيء يهون هونا بالضم وهوانا أي ذل وحقر، وفي التنزيل (أيمسكه على هون). ولأن الشيء يلين لينا بالفتح وتلين فهو لين والجمع لينون بالتخفيف والتشديد فيهما وهما بمعنى واحد، أو المخفف للمدح، والمثقل للذم كما مر، والمقصود بيان حسن أخلاقهم وأنهم سهل الانقياد لحكم الله تعالى فيما أمر ونهى قد سمحوا بأنفسهم له فيما قدر وقضى وتلقوا بقبول ما أجرى عليهم وتنزهوا عن مخالفة ما أراد منهم، جمل آلف أي أليف ذلول غير وحشي صعب أن قيد انقاد لصاحبه من غير إباء للقيد، وإن أنيخ وأبرك على صخرة استناخ وبرك، والمنقول من طريق العامة وكتب اللغة مثل الصحاح والنهاية كالجمل الآنف بالنون من أنف البعير وهو آنف أي اشتكى أنفه من البرة وهي حلقة من صفر تجعل في لحم أنف البعير فصار لذلك الوجع الذي به ذلولا منقادا.
15 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله ومن يحب ومن يكره.
* الشرح:
قوله (من علامات المؤمن العلم بالله ومن يحب ومن يكره) أي من علاماته معرفة الله تعالى ومعرفة من يحبه ومن يكرهه فإن من عرف الله تعالى آمن به ومن عرف من يحبه مثل النبي والأئمة (عليهم السلام) واتباعهم تابعه، ومن عرف من يكرهه الله تعالى اعتزل عنه، وهذه المعارف أصل لجميع الخيرات وأعظم علامات المؤمن.
16 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء ولا صيف، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال: النخلة.
* الشرح:
قوله (وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء ولا صيف. قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال النخلة) نظير ذلك ورد من طرق العامة ففي مسلم عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله وقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال فقال: هي النخلة» وإنما شبه المؤمن بالنخلة لكثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام فإنه من حين يطلع لا يزال يوكل حتى ييبس وبعد أن يبس، وفيها منافع كثيرة جذوعها خشب في البناءات والآلات وجرائدها حطب وعصى ومحابر وحصر، وليفها حبال وحطب، وحشوها للوسايد وغير ذلك من وجوه نفعها وجمال نباتها وحسن