شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٦٣
بالضم. يقال هان الشيء يهون هونا بالضم وهوانا أي ذل وحقر، وفي التنزيل (أيمسكه على هون). ولأن الشيء يلين لينا بالفتح وتلين فهو لين والجمع لينون بالتخفيف والتشديد فيهما وهما بمعنى واحد، أو المخفف للمدح، والمثقل للذم كما مر، والمقصود بيان حسن أخلاقهم وأنهم سهل الانقياد لحكم الله تعالى فيما أمر ونهى قد سمحوا بأنفسهم له فيما قدر وقضى وتلقوا بقبول ما أجرى عليهم وتنزهوا عن مخالفة ما أراد منهم، جمل آلف أي أليف ذلول غير وحشي صعب أن قيد انقاد لصاحبه من غير إباء للقيد، وإن أنيخ وأبرك على صخرة استناخ وبرك، والمنقول من طريق العامة وكتب اللغة مثل الصحاح والنهاية كالجمل الآنف بالنون من أنف البعير وهو آنف أي اشتكى أنفه من البرة وهي حلقة من صفر تجعل في لحم أنف البعير فصار لذلك الوجع الذي به ذلولا منقادا.
15 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله ومن يحب ومن يكره.
* الشرح:
قوله (من علامات المؤمن العلم بالله ومن يحب ومن يكره) أي من علاماته معرفة الله تعالى ومعرفة من يحبه ومن يكرهه فإن من عرف الله تعالى آمن به ومن عرف من يحبه مثل النبي والأئمة (عليهم السلام) واتباعهم تابعه، ومن عرف من يكرهه الله تعالى اعتزل عنه، وهذه المعارف أصل لجميع الخيرات وأعظم علامات المؤمن.
16 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء ولا صيف، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال: النخلة.
* الشرح:
قوله (وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء ولا صيف. قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال النخلة) نظير ذلك ورد من طرق العامة ففي مسلم عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله وقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال فقال: هي النخلة» وإنما شبه المؤمن بالنخلة لكثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام فإنه من حين يطلع لا يزال يوكل حتى ييبس وبعد أن يبس، وفيها منافع كثيرة جذوعها خشب في البناءات والآلات وجرائدها حطب وعصى ومحابر وحصر، وليفها حبال وحطب، وحشوها للوسايد وغير ذلك من وجوه نفعها وجمال نباتها وحسن
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430