تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلا مذاييع، فإن خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، المبتغون للبراء المعايب.
* الشرح:
قوله (طوبى لكل عبد نومة لا يوبه له) أي لا يبالي به يقال: ما وبهت له - من باب علم، وفي لغة من باب وعد - أي ما باليت وما احتفلت ولا اهتممت بشأنه.
(يعرف الناس ولا يعرفه الناس) أي يعرف أحوال الناس وقبح أعمالهم وسوء أفعالهم وفساد ضمائرهم وخبث عقائدهم بصفاء طبيعته ونور سريرته وضياء قريحته فيعتزل عنهم ولا يعرفه الناس لذلك (يعرفه الله منه برضوان) الظاهر أن «منه» متعلق برضوان، والضمير عائد إلى الله والتقديم للحصر، وقوله «برضوان» حال عن ضمير يعرفه أي يعرفه الله حال كونه متلبسا برضوان عظيم من الله والرضا والرضوان ضد السخط.
(ويفتح لهم باب كل رحمة) أي باب كل أسباب الرحمة والإحسان من الأعمال وغيرها.
(ولا تكونوا عجلا) العجل بضم العين وتشديد الجيم المفتوحة جمع عاجل كطلب جمع طالب وجهل جمع جاهل، من: عجل فلان إلى الأمر من باب علم سبق إليه وأسرع فهو عاجل وعجل بكسر الجيم وضمها وعجلان، وفيه ترغيب في التدبر في الأمور والعواقب (المبتغون للبراء المعائب) البراء والبراء جمع بريء كالكرماء والكرام جمع كريم.
13 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عمن أخبره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفوا ألسنتكم وألزموا بيوتكم، فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا ولا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا.
* الشرح:
قوله (كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا) أمر بكف اللسان عما لا ينبغي عن إظهار السر عند غير أهله وبلزوم البيت والاعتزال عن الناس وترك مخالطتهم وبين فائدتهما بأنه لا يصيبكم مكروه تخصون به أبدا لأجل دينكم لأن المكروه لأجل الدين انما يكون مع مخالطة المخالفين وإفشاء السر عندهم (ولا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا) وذلك لأن الزيدية لا يجوزون التقية ويوجبون الخروج بالسيف ويدعون الخلافة لعلي (عليه السلام) فالمخالفون يتعرضون لهم لا لكم إذا اتقيتم، وبالجملة هم يظهرون ما تريدون إظهاره فلا حاجة لكم إلى إظهاره حتى تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
14 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: إن كان في يدك هذه