شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٤١
ونرم». والخليقة الطبيعة كالعريكة. يقال لانت عريكته إذا انكسرت نخوته وتكبره عند معاملات الناس وهو من أجزاء التواضع. والرصين بالصاد المهملة: المحكم الثابت، والحفي بحاجة صاحبه وفعله مثل كرم، يقال: رصنه وأرصنه أي أكمله وأحكمه، وفي الأول إشارة إلى سهولة طبيعته في قبول الحق والإقبال إليه، وفي الثاني إلى لين عريكته وعدم نخوته مع الخلق، وفي الثالث إلى الثابت على العهد والوفاء به، وفي الرابع إلى عدم وصول أذاه وضرره إلى الخلق.
(لا متأفك ولا متهتك) التأفك والتهتك للمطاوعة تقول أفكه - من باب ضرب وعلم - فائتفك وتأفك أي لا يبالي ما نسب إليه من الإفك وهو الكذب وهتك الستر وغيره من باب ضرب خرقه أو جذبه حتى نزعه من مكانه أو شقه حتى يظهر ما وراه فانتهك وتهتك. ورجل منهتك ومتهتك لا يبالي أن يهتك ستره. وذلك من خفة العقل وسفاهة الرأي كما هو شأن الأجلاف والسقاط الذين لا يبالون بنسبة القبائح إليهم ولا بفعلهم لها.
(إن ضحك لم يخرق وإن غضب لم ينزق) الخرق بالفتح والسكون: الشق. وفعله من باب نصر وضرب، وبالضم والسكون وبالتحريك: الحمق، وفعله من باب علم وكرم، والنزق الخفة والطيش عند الغضب، وفعله من باب علم وضرب، يعني: إن ضحك لم يشق فاه ولم يفتحه كثيرا حتى يبلغ القهقهة كما هو شأن الكرماء، أو لم يحمق ولم يضحك كضحك الأحمق الأخرق، وإن غضب على أحد لم يخرجه الغضب إلى حد الخفة والطيش كما هو حال الجهلاء.
(ضحكه تبسم واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم) يعني ضحكه تبسم غير مشتمل على الصوت لشرف ذاته وغلبة ذكر الموت وما بعده على قلبه، كما نقل من صفاته (صلى الله عليه وآله) أنه كان أكثر ضحكه التبسم، وقد يفتر أحيانا ولم يكن من أهل القهقهة، واستفهامه عن الشيء تعلم له لا تعنت، ومراجعته إلى الشيء ومذاكرته فيه تفهم له ولآثاره ولوازمه، والفهم ملكة سرعة الانتقال من الملزومات إلى اللوازم من غير مكث.
(كثير علمه عظيم حلمه كثير الرحمة) الأول إشارة إلى صرف همته بالكلية في تحصيل كمالاته العقلية والنقلية من المعارف اليقينية والشرائع النبوية وإحياء العقل النظري بها، والثاني إشارة إلى كمال مبالغته في تعديل قوته الغضبية التي من شأنها الأخذ والبطش والطغيان والترفع والتسلط والغلبة على الأقران حتى حصلت له بذلك ملكة الحلم المقتضية للصفح والستر والعفو والأناة والحنان والاستكانة، والثالث إشارة إلى بعض لوازم الأول وملزوم الثاني فإن العلم بقباحة الطغيان وشناعة العدوان وسوء عاقبتهما يستلزم الرحمة بعباد الله أي الشفقة والرأفة بهم، ورقة القلب والتعطف عليهم وهو يستلزم الحلم والصفح عن زلاتهم.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430