الأصل في الإطلاق الحقيقة وهو مذهب بعض أصحابنا وقال بعض الأصحاب أنه ابن مجازا لاستعمال اللغة وللرواية عن الكاظم (عليه السلام) وهو (عليه السلام) علم جميع ما في كتاب الله تعالى بتأييد رباني وإلهام لدني وتعليم أبوي وإعلام نبوي.
(وفيه تبيان كل شيء) تبيان بالكسر والفتح شاذ مصدر الثلاثي المجرد بمعنى «واضح گردانيدن وآشكار كردن بر وجه كمال».
(بدء الخلق وأمر السماء وأمر الأرض وأمر الأولين وأمر الآخرين وأمر ما كان وأمر ما يكون) البدء بالفتح والسكون: الابتداء «يعنى آغاز كردن وأول آفريدن وأول كارى كردن» وهو وما عطف عليه بدل أو بيان لكل شيء أو مبتدأ آخر بترك العاطف أي فيه ابتداء كل خلق وكيفية إيجاده من الملائكة المقربين والمجردات الروحانيين والسماوات والأرضين والجن والناس أجمعين وكل ما كان وما يكون إلى يوم الدين من الحوادث اليومية والوقايع الجزئية والآثار العلوية والسفلية وكل ما يجري في هذا العالم.
(كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني) تأكيد لقوله «وعلمت كتاب الله» وتقرير له بتشبيه الإدراك العقلي بالإدراك الحسي لزيادة الإيضاح، وفيه تنبيه على وجوب رجوع الخلق إليه في جميع الأمور وقد مر مثل ذلك في آخر باب الرد إلى الكتاب والسنة.
6 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلمي، عن عبد الله ابن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: ما زال سرنا مكتوما حتى صار في يد [ي] ولد كيسان فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد.
* الشرح:
قوله (ما زال سرنا مكتوما حتى صار في يد [ي] ولد كيسان فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد) كناية عن تشهيره بين الخلائق، وكيسان لقب مختار بن أبي عبيد المنسوب إليه الكيسانية.
7 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا وامقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله إشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا.
8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فانه من كتم أمرنا ولم