التلخيص فلا يلزم ثبوت أصل الفعل وكذا في البواقي. والحسد إكراه الرجل نعمة الغير وفضيلته وتمني زوالها منه مطلقا أو منه إليه، وهو من توابع الجهل بالحكمة الإلهية وعدم الرضا بالقسمة الربانية. والوثب والوثوب «بر جستن» والعامة تستعمله بمعنى المبادرة والمسارعة إلى الأمر والأخذ وهو من لوازم الحمق وخفة العقل، والسب: القطع والطعن والفحش والشتم وهو من توابع الانحراف عن الاعتدال في القوة الغضبية، والعيب: النقص والنسبة إليه أيضا فهو لازم ومتعد، يقال:
عاب المتاع عيبا فهو عايب وعابه صاحبه فهو معيب ومعيوب، والفاعل من هذا عائب وعياب للمبالغة، والاغتياب ذكر الغايب بما يكرهه وهو فيه، وإن لم يكن فيه فهو التهمة، وهما من توابع الطغيان في القوة الشهوية والقوة الغضبية وخفة العقل; إذ الشهوية إذا لم تنل من أحد ما أرادت منه تحركت القوة الغضبية إلى الانتقام منه وهما من أفراده والعقل لخفته لا يعلم أن الوبال عائد إليه حقيقة.
(يكره الرفعة ويشنأ السمعة) الشنأ «دشمن داشتن» شنأه كمنعه وسمعه شنئا ويثلث أبغضه، والسمعة بالضم أو الفتح أو التحريك «كارى كه براي شنيدن مردم كنند وآن مانند ريا است» أي يكره رفعة القدر وهي بالكسر مصدر رفع ككرم أي شرف وعلا قدره فهو رفيع ويشنأ أن يعمل ليرى ويسمع فينوه بذكره، وأما إذا عمل فسمعه الناس وأحبوه وأثنوه من غير أن يقصد بعلمه ذلك فقد أعطاه الله أجره مرتين.
(طويل الغم بعيد الهم كثير الصمت) طول غمه بسبب تذكر أهوال القيامة وعدم علمه بمآل حاله وبعد همه أي حزنه الذي يذيبه ويقلقله بسبب تصور التقصير في العبودية، ويمكن أن يراد بالهم القصد والعزم وطول قصده بسبب تعلقه بالآخرة لا بالدنيا، وكثرة صمته بسبب علمه أن الأقوال أكثرها فاسدة متعلقة بما لا يعني وأن الكلام يشغل السر عن التجرد لذكر الله ويمنع استكماله بالمعارف والحكمة وأن الصمت يلحقه بها.
(وقور ذكور صبور شكور) أي وقور في الأمور العظام الموجبة لاضطراب القلوب، وذكور لله تعالى وما يقربه إليه وما ينفعه في الآخرة، وصبور في مكاره الدنيا لثبات قلبه وعلو همته عن أحوالها، وشكور في الضراء والسراء.
(مغموم بفكره مسرور بفقره) لأن فكره في المبدأ والمعاد وما يرد على الإنسان بعد الموت وعدم علمه بما يفعل به يورث الغم، وعلمه بمنافع الفقر ومضار الغنى وصعوبة نجاة الأغنياء إلا من رحم الله يوجب السرور.
(سهل الخليقة لين العريكة رصين الوفاء قليل الأذى) سهل كضرب وكتف «هموار وخوش