شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٢٩
الجنان إذا أريد أن لا يطلق غيره إنما هو بحفظ اللسان فإنه آلة تلف الإنسان. ومفاسد الإفشاء بعيدة عن الخفاء.
قوله: (ولا يتركه حياء) قد عرفت أن إنقباض أنفس عن الحق وتركه لرقة الوجه يسمى حياء مجازا (إن زكي خاف مما يقولون) إما لعدم وجوده فيه أو لعدم عمله بكونه مقبولا له تعالى أو لا مكان حصول العجل أو لأن الإنسان وإن بالغ فهو في حد النقص أو لأن التزكية تزكيته تعالى لا تزكية البشر (لا تزكوا أنفسكم ولكن الله يزكي من يشاء».
قوله: (وإستغفر الله مما لا يعلمون) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «إذا زكي أحد منهم خاف مما يقال فيه فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم مني بنفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، وإجعلني أفضل مما يظنون، وإغفر لي ما لا يعلمون».
(لا يغيره قول من جهله) فلا يزعجه قول الزور والافتراء والبهتان والغيبة والنميمة ولا يضطر به ولا يحركه إلى الانتقام والمكافاة بالمثل بل يتمسك بالصبر والحلم كما هو شأن أرباب الإيمان وأصحاب الإيقان.
* الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: أنه ليعجبني الرجل أن يدركه حمله عند غضبه.
* الشرح قوله: (أنه ليعجبني الرجل أن يدركه حمله عند غضبه) فيمنع نفسه من التشفي والانتقام والإقدام على العقوبة ويحملها على العفو مع القدرة على ذلك والعفو من صفات الله وصفات أوليائه ومن شق عليه فليتفكر في أمر الخالق جل شأنه فإنه يشرك به ويجعل له ولد ويعتقد له صفات لا تليق به وهو منزه عنها ثم هو يعافيهم ويرزقهم ويعطيهم ويقضى حوائجهم.
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يحب الحيي الحليم.
5 - عنه، عن علي بن حفص العوسي الكوفي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أعز الله بجهل قط ولا أذل بحلم قط.
* الشرح قوله: (ما أعز الله بجهل قط ولا أذل بحلم قط) لأن الجهل صفة توجب الذل في الدنيا والآخرة
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428