ذلك. والسمن كثرة اللحم والشحم سمن فلان يسمن من باب تعب وفي لغة من باب قرب إذا كثر لحمه وشحمه، ولعل المراد به هنا الشرافة والعظمة وفي بعض النسخ «يسمن الله ذلك إلى آخره» ويسمن حينئذ من باب الأفعال أو التفعيل أي يجعل الله ذلك عندهم شريفا عظيما تورث المحبة لكم (ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا) لأن إظهار المعاداة وإجراء أحكام الغيظ والغضب مع العجز عن المقاومة والانتقام يورث ضررا عظيما ومذلة فاحشة وأما مع القدرة على الانتقام فالعفو أحسن لأنه من صفات الكرام.
5 - علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن مالك بن حصين السكوني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة وقد قال الله عز وجل: ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وأثابه الله مكان غيظه ذلك.
* الأصل 6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، أملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه.
* الشرح قوله: (أملا الله قلبه يوم القيامة رضاه) كناية عن كثرة إفضاله وإحسانه إليه في ذلك اليوم فلا يرهقه قتر ولا ذلة (1)