ولعل الإضافة في قوله (من جوارحك) للمجاورة والملابسة أو للإشارة إلى أن سائر الجوارح تابعة له وهو رئيسها (فيقال له خرجت منك كلمة) سواء كانت تلك الكلمة من باب الفتيا أو غيرها.
* الأصل 17 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن كان في شيء شؤم ففي اللسان.
* الشرح قوله: (إن كان ففي شيء شؤم في اللسان) الشوم الشر وشئ مشوم أي غير مبارك، وفيه تنبيه على كثرة شومه لأن له تعلقا بكل خير وشر فميدان شره أوسع من ميدان شر جميع الجوارح، فمن أطلق عنانه في ميدانه أورده في مهاوي الهلاك، ولا شوم أعظم من ذلك.
* الأصل 18 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، جميعا، عن الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين».
* الشرح قوله: (صمت قبل ذلك عشر سنين) أي صمت عما لا ينبغي في تلك المدة ليصير الصمت ملكة له ثم كان يشتغل بالعبادة والاجتهاد فيها لتقع العبادة صافية خالية عن المفاسد وفيه تنبيه على ان الصمت أصل عظيم في العبادة وخلوصها وبقائها ومعرفة أحكامه وصيرورتها مرقاة للعباد في الترقيات إلى المقامات العالية.
* الأصل 19 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رأي موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
* الشرح قوله: (من رأي موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه) أي يهمه أو يقصده من عنيت به أي إهتممت واشتغلت به أو من عنيت فلانا أي قصدته، وفيه تنبيه على أن المتكلم ينبغي أن يعد كلامه من عمله ويتدبر في صحته وفساده وضره ونفعه، فان رآه صحيحا لا يترتب عليه شيء من المفاسد آجلا وعاجلا تكلم به وإن رآه خلاف ذلك أمسك عنه.