فاكتسب الحلم لأن الحلم كساير الاخلاق قد يكون خلقيا وقد يكون كسبيا أو المراد فتكلف الحلم وأظهره فإن ذلك قد يجر إلى اكتساب الحلم والاتصاف به ويؤيده قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «إن لم تكن حليما فتحلم فإنه قال من تشبه بقوم إلا أو شك أن يكون منهم» أراد (عليه السلام) إن الحلم أحسن وإن يكن فالتشبه بالحليم حسن.
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله الحجال، عن ابن أبي عايشة قال:
بعث أبو عبد الله (عليه السلام) غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) على أثره لما أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فلما تنبه قال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا فلان! والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار.
* الأصل 8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف.
* الشرح قوله: (إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف) يعني أن الله يحب من كان فيه حياء يمنعه عن القبايح وخلاف الآداب وحلم يمنعه من الاضطراب عن توارد المكروهات وإيذاء الخلق والإقدام على الانتقام وعفة في دينه ونفسه تبعثه على تحصيل الكفاف من المآكل والمشارب والمناكح والمساكن والملابس وغيرها على الوجه المشروع وتعفف يبعثه على الاكتفاء بحرفته وصنعته وحفظ فقره وعدم السؤال من غيره من بني نوعه كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال «من طلب الدنيا إستعفافا عن المسئلة وسعيا على عياله وتعففا على جاره لقى الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر».
يحتمل أن يراد بالتعفف التأكيد والمبالغة في العفة وتحمل النفس على ذلك بنوع كلفة، وثمرة محبته تعالى آجلا هي الكرامة الأبدية وعاجلا هي إعانته على تلك الفضائل وإمداده وتوفيقه على زيادتها ودوامها كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «من يستعفف يعفه الله الحديث».
* الأصل 9 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن على بن محبوب، عن أيوب بن نوح، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي، عن أبي محمد، عن عمران، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا