* الشرح قوله: (إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا) الصديق فعيل للمبالغة في الصدق وهو يطلق على فعل اللسان إذا طابق الواقع فلو قال ضرب زيد وهو لم يضرب أو قال (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض» وكان وجه قلبه إلى غيره تعالى مثل الدنيا وغيرها فهو كاذب وعلى فعل القلب مثل النية وصدقها تجريدها عن غير وجه الله تعالى وهو الإخلاص والعزم على الخيرات مع عقد القلب عليها إن وجد مالا فلو كان بدون العقد كان كاذبا وعلى التوافق بين الظاهر والباطن فلو كان لظاهره وقار فصدقه بأن يكون لباطنه أيضا وقار وعلى كل مقام من مقامات الدين إذا حصلت حقيقة مثل الصوم والصلاة والحج والزهد والمحبة والتوكل والخوف والرجاء والرضا والشوق وغيرها فإن هذه الأمور صادقة إذا حصلت حقيقتها للمتصف بها وكاذبة إذا لم تحصل. وعلى الوعد إذا وفي بها كما قال سبحانه (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» ومن بلغ في هذه الأمور وغيرها حد الكمال أو قريبا منه فهو صديق.
* الأصل 9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العبد ليصدق حتى يكتب عند الله من الصادقين ويكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين، فإذا صدق قال الله عز وجل صدق وبر; وإذا كذب قال الله عز وجل: كذب وفجر.
10 - عنه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكم الإجتهاد والصدق والورع.
11 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم قال: قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من صدق لسانه زكى عمله ومن حسنت نية زيد في رزقه، ومن حسن بره بأهل بيته مد له في عمره.
12 - عنه، عن أبي طالب، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شيء إعتاده، فلو تركه إستوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
* الشرح قوله: (لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده) أريد بطولهما الحقيقة أو كثرة الصلاة وتخصيصهما بالذكر من بين الأعمال البدنية على سبيل التمثيل أو للتنبيه على أنهما مع زيادة الفضيلة إذا لم يعتدا فغيرهما بعدم الاعتداد.