وأقول: يرد في الخبر اشكال وهو أن الحلب والركوب من الجانب الأيمن لا اختصاص لهما بالإبل فكيف صارا سببا لذم خصوص الإبل، والتكلف الذي ارتكبه الجاحظ في غاية السماجة والركاكة إلا أن يقال: الركوب من بين الانعام الثلاثة مختص بالإبل والحلب وإن كان مشتركا لكن قد تحلب الشاة بل البقرة أيضا من جانب الخلف وأيضا فيها من السهولة والبركة ما يقاوم ذلك، وقد يقال: يمكن أن يكون كون الخير من الجانب الأشأم كناية عن أن نفعها مشوب بضرر عظيم فإن اليمن منسوب إلى اليمين والشؤم منسوب إلى اليسار أو يكون " الأشئم " أفعل تفضيل من الشامة ويكون الغرض موتها واستيصالها أي خيرها في عدمها مبالغة في قلة نفعها كأن عدمها أنفع من وجودها ".
خاتمة الطبع وينبغي فيها التنبيه على أمور 1 - أن الموجود بالأيدي في الأزمنة المتأخرة من كتاب المحاسن ما هو مطبوع في هذا المجلد وهو أحد عشر كتابا فبضميمة رجال البرقي الذي هو أيضا من المحاسن يصير اثنى - عشر كتابا وقد سمعت فيما سبق من المقدمة قول المحدث النوري (ره): " ولم يصل إلينا من المحاسن إلا ثلاثة عشر كتابا منه " ووجهه على ما أظن أن بابى " المحبوبات " و " المكروهات " المذكورين في أواخر كتاب مصابيح الظلم كان كل واحد منهما كتابا على حدة كما أشير إلى ذلك في الفهرست بل في النسخ الموجودة أيضا (انظر ص 290 و 295) فجعلهما في التعداد كتابا واحدا (كما هما كذلك في فهرست الشيخ الطوسي (ره)، انظر إلى المقدمة، ص 5) وإلا فنسخة المحدث المذكور (ره) المصححة بيده من أولها إلى آخرها من جملة النسخ التي كانت عندي حين طبع الكتاب ولم يكن فيها زيادة على غيرها من النسخ فبضميمة رجال البرقي يصير الموجود من الكتب ثلاث عشر كتابا كما ذكره المحدث المذكور، وإن جعلت بابى المحبوبات والمكروهات كتابين اثنين (كما أنهما كذلك في رجال النجاشي (ره)، انظر إلى المقدمة، ص 6) يصر الموجود أربعة عشر كتابا فاختر أي الوجهين شئت.
2 - إنا صرحنا في موارد من تعليقات الكتاب بعدم ظفرنا ببعض الأحاديث في البحار و قلنا إن وجدناها هناك نشر إلى موارد ذكرها في آخر الكتاب وحيث إن بعضها اطلعنا عليها كان من اللازم أن نشير إليها هنا لكن عاقني عن الإشارة إليها كثرة المشاغل وسنذكر الموارد عند طبع رجال البرقي (ره) إن شاء الله تعالى.
3 - حيث إن الوسائل لطبع الكتب العربية في مملكتنا يسيرة والموانع من تصحيحها كما ينبغي كثيرة لم أتمكن من تصحيح هذا الكتاب كما هو حقه وذلك لأن أمر التصحيح في حد - ذاته من الأمور الصعبة المستصعبة وهو واضح عند أهله وصار في زماننا هذا ومملكتنا هذه لبعض العلل الخارجية والعوامل المؤثرة التي لا ينبغي ذكرها في المقام من أشد البلايا وأشق الرزايا وأصعب المصاعب وأتعب المتاعب ولا يعرف حقيقة هذا المقال إلا من ابتلى بهذا الامر، فلذا ترى