الدينور (1) بموافاتي واجتمع الشيعة عندي فقالوا: اجتمع عندنا ستة عشر ألف دينار من مال الموالي ونحتاج (2) أن تحملها معك وتسلمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت:
يا قوم هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت قال: فقالوا: إنما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك فاحمله على أن لا تخرجه من يدك (3) إلا بحجة فحمل إلى (4) ذلك المال في صرر باسم رجل رجل (5) فحملت ذلك المال وخرجت فلما وافيت قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها (6) فصرت (7) إليه مسلما، فلما لقيني استبشر بي ثم أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب ألوان معكمة (8) لم أعرف ما فيها: ثم قال لي أحمد: احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة قال فقبضت منه المال والتخوت (9) بما فيها من الثياب فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة (10) فقيل لي: إن ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعى بالنيابة (11) وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعى بالنيابة (12)، وآخر يعرف بأبي جعفر العمرى يدعى (13) بالنيابة قال فبدأت بالباقطاني فصرت إليه، فوجدته شيخا بهيا (14) له مروءة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير ويجتمع عنده الناس يتناظرون، قال: فد - خلت إليه وسلمت عليه فرحب وقرب وبروسر (15) قال فأطلت القعود إلى أن خرج