من أمراء الترك وواليا على الري من قبل خلفاء بنى العباس وكان يزيد بن عبد الله الشهر - زوري من موالي أهل البيت عليهم السلام وكان صاحب بلدة شهر زور وهي من بلاد الجبل فهجم عليه اذكوتكين وقاتله فسخر بلدته وحاز أمواله وحيث إن المادراني كان كاتبا له ومتوليا لضبط أمواله لم يتمكن من أن لا يوصل إليه السيف والفرس و يسترهما منه فعاهد الله في نفسه وقبل على ذمته أن يوصل ثمنهما وهو على ما أدى إليه نظره ألف دينار إلى من أوصى له فورد إليه التوقيع على يد أبي الحسن الأسدي أن رد إلينا ثمن السيف والفرس، وللمادراني هذا حكاية أخرى لطيفة تدل على جلالته وعظمته الدنيوية والأخروية أوردها العلامة في منهاج الصلاح نقلا عن أحمد بن محمد بن خالد - البرقي ونقلت الحكايتين كلتيهما في أواخر الباب التاسع من كتابي الموسوم بالكلمة الطيبة وأظن أن الرجوع إليه للتدبر فيهما لا يخلو من الفائدة ".
أقول: حيث انجر الكلام إلى ذكر هذه القضية ينبغي لنا أن ننقلها من الكافي ونحوم حولها حسب ما يقتضيه المقام فنقول:
قال ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه في أصول الكافي، في كتاب الحجة، في باب مولد الصاحب عليه السلام ما لفظه (1):
" علي بن محمد، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن، والعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله، فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع (2) الشهري السمند إلى اذكوتكين نالني منه استخفاف، فقومت السيف والدابة والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا (ودفعت الشهري إلى اذكوتكين) (3)، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: وجه (4) السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة ".
وأورده الطبرسي في إعلام الورى (5) نقلا عن الكليني إلا أن صدر متن الحديث فيه هكذا " وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ولا أحبهم جملة حتى أن مات يزيد بن عبد الله