من حجة، أعلم أنه لما غزا إذكوتكين يزيد بن عبد الله بشهر زور وظفر ببلاده واحتوى على خزائنه صار إلى رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا (ع) قال: فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى إذكوتكين أولا فأولا وكنت أدافع عن الفرس والسيف إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا (ع) فلما اشتدت مطالبة إذكوتكين إياي ولم يمكني مدافعته جعلت في السيف والفرس على نفسي ألف دينار وزنتها ودفعتها إلى الخازن وقلت له: ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجن إلي في حال من الأحوال ولو اشتدت الحاجة إليها و سلمت الفرس والسيف قال: فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأمور وأوفى القصص وآمر وأنهى إذ دخل أبو الحسن الأسدي وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضى حوائجه، فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ - قال أحتاج منك إلى خلوة فأمرت الخازن أن يهيئ علنا مكانا من الخزانة فدخلنا الخزانة فأخرج إلى رقعة صغيرة من مولانا صلوات الله عليه، فيها: يا أحمد بن الحسن الألف دينار التي لنا عندك ثمن الفرس والسيف سلمها إلي أبي الحسن الأسدي قال: فخررت لله ساجدا شكرا لما من به على وعرفت أنه حجة الله حقا لأنه لم يكن وقف على هذا أحد غيري فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار أخرى سرورا بما من الله علي بهذا الامر ".
أقول: المراد بأبي الحسن الأسدي محمد بن جعفر الرازي وكان أحد الأبواب قال الشيخ الطوسي (ره) في كتاب الغيبة (1) ما لفظه. " وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي (ره)، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شئ فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأي فأتاني الجواب بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا " وروى محمد بن يعقوب الكليني، وعن أحمد بن يوسف الساسي قال: قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي: وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم (2) بذلك فخرج