ونقل عن البرقي أيضا الرافعي في كتاب " التدوين في ذكر أخبار قزوين " إلى غير ذلك ممن نقل عنه من المؤرخين، وهذا دليل على جامعية كتاب البرقي ويكشف عن أن الكتاب كان مرجعا لعلماء التأريخ والجغرافيا والتراجم كما كان مرجعا لأهل الحديث.
قال الشيخ الطوسي (ره) في الفهرست في ترجمة حال أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة عند ذكر أسامي كتبه ما لفظه (1): " كتاب الآداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن " فيستفاد من الكلام أن المحاسن كان بين القدماء أجلى مصداق للكتاب الجامع بحيث صار مما يشبه به سائر الكتب في الجامعية وهذا كاف في المطلوب، ولا يخفى أن الجامعية المذكورة في كتاب المحاسن ليست من جهة الحديث فقط بل من جهة اشتماله على كل ما كان متعارفا في عصره من العلوم حتى العيافة والقيافة وما يشبههما كما ذكروه عند ذكر أسامي كتبه فهو كان في ذلك الزمان كالكتب التي يطلق عليه اسم دائرة المعارف في زماننا وهذا واضح لمن تدبر في أسامي كتب المحاسن حق التدبر.
قال صاحب تأريخ قم في ذيل حديث جفنة (2) ما لفظه: " وهمچنين أحمد بن أبي - عبد الله برقى گويد در قصيدة كه معروف است بدو در مدح قحطان ومفاخر:
" وجبريل قرانا إذ أتينا * النبي المصطفى مستهنئينا فأتحفنا بمائدة فضلنا * بمفخرها جميع المطعمينا وقال محمد هذي مثال * لمائدة ابن مريم وهو فينا كتالك فيهم فكلوا هنيئا * من الرحمن خير الرازقينا ويستكشف من قوله " كه معروفست بدو " أن القصيدة كانت معروفة في ذلك الزمان، ونسب ابن شهرآشوب في المناقب بعض الاشعار إلى " ابن البرقي " وحيث لم يعلم المقصود صريحا بابن البرقي من هو أعرضنا عن ذكره هنا، وكون البرقي ذا يد طولى في علم الأدب معروف مستغن عن الحاجة إلى الذكر كيف لا وقد سمعت قول النجاشي وغيره في ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة النحوي " وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان أحمد بن أبي عبد الله البرقي وممن تأدب عليه " وهذا دليل على بلوغه الغاية القصوى في الأدبية.