هوى نفس الرائي وإن كان الفرس حرونا شموسا قوى الرأس فإنه يؤول على أن نفسه كذلك ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده ومن رأى أن فرسه عربي فإنه يؤول على وجهين إن كان من أهل الصلاح بمخالفته نفسه وإن كان من أهل الفساد بمطاوعته لها وقيل رؤيا الخيل تؤول بالخير والبركة المتطاولة لقوله عليه الصلاة والسلام " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة " وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ركب فرسا وقوائمه من حديد فليتوقع الموت.
وحكى أن علي بن عيسى الوزير رأى في منامه قبل أن يلي الوزارة كأنه راكب فرسا بملبوس حسن وفى ظل من الشمس في أيام الشتاء وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا مرعوبا فقص رؤياه على المعبرين فقيل له أما ركوبك الفرس فعز ودولة وسلطان وولاية وأما الثياب الحسنة فدين حسن وثناء جميل ومرتبة وأما ظل الشمس فإنه يؤول بالتقرب للملك والعيش في ظله والولاية إما وزارة أو حجابة أو منادمة وعيش وأما انتثار الأسنان فإنه يؤول بطول العمر، ومن رأى أنه راكب فرسا وهو يركض إلى أن عرق وسال منه العرق فإنه يؤول بارتكاب نفسه المعاصي وعدم مطاوعتها له ولكنه ينال سعة ومن رأى فرسا من بعيد فإنه يؤول بتيسير مؤخر ومن رأى أنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ويكون قربه منه بقدر تمكنه من القود ومن رأى أنه يركب فرسا له جناحان فإنه ينال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا فهو حصول مراد وسيادة ومن رأى أنه يركب فرسا ثم نزل عنه فإنه يندم على أمر وقيل رؤيا الفرس الجموح تؤول برجل مجنون والحرون تؤول على ثلاثة أوجه تعسير