17 - 3 واما الثاني: فلان عدم الاقتضار الذاتي لا يستلزم الاستغناء الذاتي، فلعل كلا منهما بسبب خارجي أو كان الاقتضاء بشرط خارجي - كما قلنا - والا ورد في كل عارض، وانما فرعنا هذا التفصيل على الاقتضاء وقيدنا في شرط الهيئة الاجتماعية بالذهنية - احترازا عن مثل توقف احداث الهيئة السريرية على آلات حيث لا يدوم حسب دوامها - لان التأثير ثمة ليس بالاقتضاء، بل بالصنع، وهو معد للمصنوع، باصطلاحهم أيضا لا علة له ولا يشترط لدوام المعلول دوام معده، فضلا عن دوام شرط المعد.
18 - 3 ويمكن ان يقال: الهيئة الجمعية من الصنع وآلاته معتبرة شرطا واحدا لأول حدوث المصنوع، فما دام يوجد هذا المجموع - وذلك عند تمام الصنع - يوجد الحدوث، وبعد التمام لم يبق الصنع، فلم يبق أول الحدوث، ثم بقاء المصنوع ليس مشروطا بشئ منهما.
19 - 3 تأنيسه: قولهم: ان وجود المشروط لازم مساو لاخر الشروط، إذ به يحصل تمام العلة ولا يتخلف عنه، كما لا يتقدم عليه.