عنها بالممكنات يسطرها القلم من الجمع المتحصل من اجتماع العلم والإرادة والقدرة والحيوة والوجود، وهو (1) بعض ما اتصل بذلك الجمع من مطلق الغيب الذاتي.
345 - 4 فالممكنات هي الحروف الأول من حيث نقوشها العلمية وهى الكلمات من حيث ظهور تعيناتها في ظاهر الحق وهو صفحة النور الوجودي، والآيات منها ما يتضمن معنى الدلالة بصورة هيئة من الهيئات الاجتماعية، والسور منها ما يشتمل على جملة من الشواهد المتعلقة بمرتبة من المراتب الأسمائية والكونية، والكتب المنزلة عبارة عن صور الاحكام العلمية الوجوبية والامكانية المختصة بمرتبة من المراتب الكلية وأهلها، والقرآن صورة حكم العلم المحيط بالأشياء على اختلاف طبقات الموجودات ولوازمها من الأحوال والافعال والنسب والإضافات في كل عالم، فافهم، تم كلامه.
346 - 4 إذا عرفت هذا فاعلم: ان أمر الحق سبحانه في القلم الاعلى عبارة عن استجلائه وشهوده في عمائه المذكور والنفس الرحماني من جهة كون العماء مجلي لباطن الحق أول تعينات وجوده في أول مجاليه الممكنة لعدم توقف كمال استعداده على شرط أو شروط وواسطة، فشهد فيه ما سيظهر في العماء من التعينات العلمية بالصور الوجودية في عالمي الأرواح والأجسام مما يستوجب الظهور بالايجاب العلمي والعدم الأصلي، أي الحكم الأزلي، سواء كان مقدرا على التعين - كالمستعد بالاستعداد آت الغير المجعولة - أو غير مقدر الا بأصوله ومتبوعاته - كالمستعد بالاستعدادات المجعولة - 347 - 4 فان قلت: كيف قال في حق القلم الاعلى انه أول تعينات وجود الحق في أول مجاليه الممكنة؟ وقد ذكر في التفسير في موضع: ان أول العوالم المتعينة من العماء عالم المثال ثم عالم التهيم ثم القلم، وفي موضع قدم المهيمين فقط على القلم، بناء على ما قال: والذي يلي شهوده نفسه سبحانه في مرتبة ظاهريته الأولى بأسمائه الأصلية وهى العماء، مرتبة شهود الظاهر نفسه في مرتبة الغير من غير أن يدرك ذلك الغير نفسه وما ظهر به، لقرب نسبته وعهده مما