به وبتلك الصفة (1) نقصا وبالعكس، وهذا حال السلف الصالح السالمين من آفتي التجسم والتشبيه وزيغ التأويل ومزج الاعتقاد بشوائب ظنون الأقيسة.
42 - 2 وقسم قبل ما امكنه ادراكه بنظره ونفى المفهوم الظاهر، وكان ضرره لخطاء المتأول فيه وعدم استناده إلى أصل محقق، أكثر (2) من نفع اصابته، وهذا هو حال المتكلمين، فإنهم (3) ما وقفوا مع ما يقتضيه الايمان المحقق ولا ادركوا جلية الامر بمعرفة المراد ولا انحازوا إلى طائفة من أهل النظر الصرف والميزان، وإن كان أهل النظر أيضا عاجزين عن الوصول إلى شأو الحق.
43 - 2 واما الطبقة العلياء: وهم أرباب الهمم السامية، الطالبة معرفة حقائق الأشياء على نحو تعينها في علم الله تعالى، فهم في بداية امرهم شاركوا السلف الصالح في الايمان بما ورد على مراد الله ورسوله والكمل، ووكلوا علم ما لم يدركوا جلية الامر فيه إلى الله وإلى العارفين بمراده، غير أنهم كانت لهم نفوس شريفة وهمم عالية انفت من التقليد، بل طلبت اللحوق بالأنبياء، وان تحصل (4) ما حصلته بتلك الطريقة، سيما ولم تخبر ان هذا محجور عليه، فنظرت وأدركت عجز أهل هذه الأقسام فتعدت مراتبهم وانتهت إلى مقام النظر الفكري وأدركت عجزهم أيضا على ما سيأتي.
الفصل الثالث في تبيين منتهى الأفكار وتعيين ما يسلكه أهل الاستبصار 44 - 2 معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه في علم الله تعالى بالأدلة النظرية متعذرة لوجوه مستنبطة من كلام الشيخ قدس سره: