قيامتها وتضاعفت اشواقها وامتدت إلى ظهور كمالاتها أعناقها، فانتهض الاسم (الحي) لما يخصه من التدبير الكلى في لابدية الحكم الايجادي الأصلي، وتقدم العليم لتفصيل ذلك التدبير الكريم، وتوجه المريد لترتيب ما فصله الاسم العليم في حضرة العلم القديم، وتخصيص حقيقة القلم الاعلى وحقائق الأرواح المهيمة بالقدم الصدق في السبق على قبول الايجاد والظهور في عالم الأرواح بلا واسطة، وتنصيص حقيقة اللوح المحفوظ على قبول الوجود بواسطة القلم لقوة الرابطة، وانتدب القائل للمبادرة إلى الحكم بكلمة (كن) بحكم اشتمال الباقي عليه، وتشمر القدير لاظهار حكم القائل بالتأثير، وإضافة إفاضة الاسم الجواد التي هي عين الرحمة والجود إلى حقيقة القلم والمهيمة بلا واسطة، وإلى اللوح وما حواه من الأرواح والروحانيات بواسطة القلم، وذلك بجعل عين القابل مقابلا لشعاع شمس الوجود، فسارع الجواد إلى إفاضة الوجود ليحصل بذلك المقصود واستبق المقسط إلى تعيين المحل والمرتبة.
364 - 4 وحيث كان حكم سراية المحبة الأصلية شاملا كلتي جهتي الوجوب وما تعين منه من الأسماء المؤثرة الإلهية وجهة العلم وما يتعلق به من المعلومات الممكنة المتأثرة، لا جرم كان صدور أمر (كن) وقبول (فيكون) لا يضاف الا إلى المفاتيح، ولكن وراء ستارة (1) الاسم القائل وتعيين حقيقة القابل في الرتبة الثانية، فالامر منه بدأ وإليه يعود.
365 - 4 فأول ما قبل أمر التكوين حقيقة القلم الا على الذي نسبته إلى البرزخية الأولى والأسماء الذاتية الثبوتية - كالواحد - أقوى وفي رتبته المهيمة الذين نسبتهم إلى السلبية - كالفرد - أولي، ثم بواسطة القلم حقيقة اللوح المحفوظ الذي انتساب مظهريته إلى البرزخية الثانية أشد، فكان تعينهم في مرتبة الأرواح وتعين ما اشتمل عليه اللوح من تفاصيل الصور الروحانية واتصافهم بوصف الخلقية بحكم مقابلتها المذكورة في الحضرة العمائية عند التوجهات والاجتماعات الأسمائية وبحكم انعكاس الأشعة من الحضرة الوجودية المفاضة