الفصل الحادي عشر من فصول الباب تتمة في ضابط يبين بعض اسرار النهايات لا سيما للمرتبة الانسانية الشاملة التي هي حقيقة الحقائق المعبر عنها بحضرة أحدية الجمع 1088 - 4 وهو: ان كل ما يحصل لكل موجود آخرا أو ينتهى إليه فهو ثمرة ما ظهر فيه حكمه من الأسماء الإلهية والحقائق الكونية، والمعيار في ذلك حقيقة الانسان الكامل، فان جمعيته الظاهرة الشخصية صورة الجمعية الأصلية الكبرى المسماة حقيقة الحقائق، وأحواله صور رقائقها واحكامها التفصيلية، لذا اشتملت على الأشياء كلها على التمام فعلا وانفعالا وتفصيلا واجمالا على ما سيظهر في الخاتمة، فان الانسان الكامل هو مظهر هذه الحقيقة والظاهر بها.
1089 - 4 ثم لكل انسان من حيث هو انسان جمعية تخصه بالقوة والفعل مصحح الحكم بالجمعية الأصلية المذكورة وإن كانت مرتبتها دون الكمال، لكن يتفاوت أمر الجمعية كلية وشمولا لرقائق الجمعية الأصلية بحسب قرب نسبته من الكمال وبعدها عنه، والحكم في تفاوت ذلك لا غلب ما يظهر حكمه من الأسماء والحقائق، فيثمر ولا يجنى آخرا الا ثمرة ما كان مظهرا له منهما.
1090 - 4 ومبنى الغلبة هي الأولية والتوجه الإلهي التي يشير إليها قوله عليه وآله السلام: كل ميسر لما خلق له، وهكذا الامر فيما عدا الانسان، فان حكم هذا السر مطرد و شامل، والمعيار حقيقة الانسان الكامل ومرتبته التي لها الاسم (الله) يدبره ويظهر فيه احكام حقائقه الجامعة للأسمائية والكونية، ولما عدا الانسان الكامل من الجمعيات ما يناسبها من الأسماء، إذ كل فرد فرد من الموجودات ما عدا الانسان انما يصدر عن الحق أولا ويستند إليه ثانيا ووسطا ويرجع إليه ثالثا وآخرا من حيث اسم ما من أسماء الله يختص ويتعين به وينضاف ذلك الفرد إليه فيقال عبد القادر وغيره، وينسحب حكم الله