وانتشأت منه، وتعين منها الانسان الذي هو اخر مولود منه، فإنه صورة حضرة أحدية الجمع لما سيجئ: ان الامر النازل ينعطف من صورة الانسان إلى الحقيقة الكمالية المختصة المسماة بحقيقة الحقائق دائرة تامة، والمرضعات مراتب استيداعه من حين افراز الإرادة له من عرصة العلم باعتبار نسبة ظاهريته - لا نسبة ثبوتيته - وتسليمها إياه إلى القدرة، ثم تعينه في القلم الاعلى ثم في المقام اللوحي ثم في مرتبة الطبيعة ثم في العرش ثم في الكرسي ثم في السماوات السبع ثم في العناصر ثم في المولدات إلى حين استقراره بصفة صورة الجمع كما سيجئ.
696 - 4 ثم نقول: وههنا اسرار كثيرة، منها ما لا يمكن التصريح به أصلا، لضيق نطاق العبارة والإشارة عنه، أو لا يمكن شرعا، لافضائه إلى التساهل به وعدم تعظيم المراتب والتقيد بوظائف العبادات - كافشاء سر القدر - ومنها ما إن شاء الله تعالى فتح عليك مقفله ان فهمت ما ضمن في هذه الالماعات، كما أنه لما تحقق ان الحضرات والموجودات كلها صور التجليات التي هي في ذاتها تجل واحد ينسب بالظهور والبطون إلى كل قابل بحسب قابليته، فهو الذي يقبل جميع الأحكام في المراتب مع تنزهه عنها في ذاته، كالوالدية والمولودية والأبوة والأمومة والمرضعية والمرضعية، ولا يقدح في نزاهته على ما مر انه مع قبوله حكم كل متعين غير متعين في ذاته، فمن لوازمه ان تصدق عليه المتقابلات والمتضادات وكل نفى وإثبات - لكن بالاعتبارات -.
الأصل الخامس عشر في ظهور صور العناصر الأربعة ثم السماوات السبع 697 - 4 قال الشيخ الكبير رضي الله عنه: فلما أكمل سبحانه أفلاك الثبات والبقاء وصارت الكلمة أربعة بوجود هذا الرابع، أراد سبحانه ايجاد عالم الدنيا من الأركان