وتفصيلا، غيب وباطن بالنسبة إلى المراتب الكونية واهليها، وصورة للتعين الأول، وأركانه مظاهر مفاتيح الغيب وتفصيله الحقيقي مظهر تفصيلها النسبي.
434 - 4 ثم للنفس الرحماني من حيث كونه نورا، في التعين الثاني حكمان: كونه مفيضا بالاختيار وكون اثره مفاضا بحكم مشيئته: ولو شاء لجعله ساكنا (45 - الفرقان) وحيث شاء مد ظل نوره بحكم الحب الأصلي والتوجهات والاجتماعات الأسمائية، فظهر منه اثر في مرتبة الأرواح التي نسبتها إلى الغيب من حيث حضرة الوجوب أشد، كما أن مرتبة الأجسام نسبتها إلى الشهادة من حيث الحضرة العلمية أو قل: الامكانية أشد، ذلك الأثر عين القلم الاعلى، فوجوده جملة للتفصيل النسبي الوجودي الذي في التعين الثاني.
435 - 4 ثم ظهر من غيب اجمال القلم اثر بصورة اللوح المحفوظ وتفصيل بوجوهه وأركانه وما يتضمنه من الكلم الفعلية والقولية والصور الروحانية الملكية وغيرها من ملكوت كل شئ.
436 - 4 ثم إن اثرا من هذا النفس المفاض ظهر من باطن اللوح من حيث الوجه الرابع الذي هو وجه تنزله ظهورا اخر بصورة الهباء الذي هو مادة قابلة لجميع الصور الطبيعية والعنصرية ومعدن مشتمل على كل جوهر فرد، وهو باعتبار جمعيته واشتماله على الأركان الأربعة التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة - بسيطة لا مركبة - فصار أول مظهر مجمل لهذا الوجه الرابع اللوحي، وأركانه البسائط مظاهر أركانه المعنوية المضافة إلى التعين الثاني، وهى الحياة والعلم والإرادة والقدرة.
437 - 4 فان الحرارة الغريزية أخص لوازم الحيوان، ولا يوصف كمال اثر العلم الا ببرد اليقين، والميلان الذي صورته السيلان من لوازم الإرادة، والقهر الذي له يبوسة الجفوة من لوازم القدرة، فغلب اثر كل ركن من الأركان المعنوية في كل ركن منها، فكان الهباء جملة تفصيل ملكوت كل شئ وأركانه تفصيل اجماله، ولجمعية هذا الهباء بين حكم وحدة