فإذا وجب وجوده كيف يتوقف وجود ذاته على أحد تعيناته المخصصة؟ تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
106 - 3 فان قلت: فالتعين الغير العلمي - سواء كان شهوديا أو غيبيا لكونه لاحقا بالمطلق وتابعا لتحققه - يستدعى تعينا سابقا - والا اجتمع التعين وعدمه وهلم جرا - وتعينا لاحقا به يتمايز افراد حقيقة التعين.
107 - 3 قلت: اما السابق فلا نسلم استدعائه، كيف ولو استدعى استدعى جميع التعينات تعينا خارجا عنها، فيلزم دخوله وخروجه معا وهو محال، وتحقيقه: انه كالتحيز والتسود يستدعى تعينا وتحيزا وتسودا في الجملة لئلا يجتمع الضدان أو يصدق النقيضان، لا سابقا، والا كان تحصيلا للحاصل، بل حاصلا بهذا التعين وهذا الحيز والسواد، وقد عرفت في بحث ان الاتحاد للموجود بهذا الاتحاد، واما اللاحق فلان التعين حقيقة يقتضى بذاته متعينة ما يلحق (1) به، لا بتعين زائد كباقي العوارض.
108 - 3 وذلك بناء على الأصل السالف ان حقيقته عين التعين، فلو احتاج إلى سبب زائد كان الحقيقة مجعولة ولم يكن حقيقة التعين تلك الحقيقة لولاه، لكن كون الشئ هو هو واجب وسلبه عن نفسه ممتنع الا عند من يقول بان وجود كل شئ ماهيته وان الماهيات مجعولة، وذلك عند المحقق باطل، لان ماهية كل شئ كيفية ثبوته في علم الله أزلا، نعم قد وجودها في العلم الكوني مجعول تابع لوجود محله - ذكره الشيخ قدس سره في النفحات - لكنه وجود شئ تبعي حاك، والكلام في الوجود الأصيل المحكي، والمخالف لا يقول الا بان الثاني هو الوجود. (2) الفصل الخامس في امكان كون الشئ الواحد مظهرا وظاهرا باعتبارين ويستدعى تقديم أصول:
109 - 3 الأول: ان كل مظهر كل شئ - بفتح الميم - (3) صورته التي فسرها الشيخ في التفسير بقوله: كل ما لا يظهر الحقائق الغيبية من حيث هي غيب الا به، فهو صورة،