المؤثر، بل كان من جملة الأقيسة التي يسميها الأصوليون بفساد الوضع، ومثاله شرعا: ان ضرب اليتيم من حيث اليتم يتفاوت مدحا وذما بحسب التأديب والتعذيب، لا من حيث القادر عليه، كما قال الشاعر:
حليم إذا ما الحلم زين أهله * * مع الحلم في عين العدو مهيب 237 - 3 فان كلا من الحلم وعدمه كمال من حيث القادر شرعا وعقلا، لأنه حكم الاسم (العدل) الذي محتد الجميعة الإلهية ومناط الكمالات الانسانية الروحانية والجسدانية والجمعية بينهما.
تثمير القاعدة وتحرير العائدة منها 238 - 3 وهى من وجوه: الوجه الأول: ان من عرفها عرف سر الآيات والاخبار التي توهم التشبيه، فلم يقع في ورطتي التأويل - لكونه حقيقة من حيث المظاهر - والتشبيه - لكون الحق منزها عنها من حيث غيب أحديته وكمال وجوبه - وهذا مما يبنى على ما مر من الأصل المذكور في النصوص من أن الصفة الذاتية للحق أحدية جمع لا يتعقل ورائه، ولا نسبة ولا اعتبار، والتحقق بشهود هذه الصفة ومعرفته تماما انما يكون بمعرفة ان الحق في كل متعين قابل للحكم عليه باحكامه، مع العلم بأنه غير محصور في التعين وانه من حيث هو غير متعين خال ما يحكم عليه بالتعين لقصور الادراك، هذا هو صورة علم الحق بنفسه، هذا كلامه، وقد علم منه احكام علية وأصول آلية:
239 - 3 الأول ان كل متعين من حيث دلالته على من تعين بتعينه عينه، وإن كان من حيث مفهوم تعينه غيره (1).