- بعد قولهم: - ففيم العمل؟
453 - 5 وهذه إلى هنا محاكاة اسرار قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين (5 - الفاتحة) وما بعد هذا لما بعده وهو قولنا: فلا تجعلنا من المجيبين لكل صائت، كاليهود، المغضوب عليهم (7 - الفاتحة) المقول في عذر اتباعهم الباطل: فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار (88 - طه) وكالنصارى الضالين بكلام المسيح في المهد صبيا وبقوله حكاية عنه: وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى (49 - آل عمران) وغير ذلك، وكن لنا عوضا عن كل فائت، ففيك الجبر عن كله وبيديك الخير كله كما كنت عوضا قبلنا للذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الكاملين المكملين. قال الجندي:
ولست تبالي ان وجدت لكل ما * * فقدت، فقد حصلت كل المقاصد 454 - 5 وتول كل أمر تضيفه إلينا بنفسك، وقد قلت: فاتخذه وكيلا (9 - المزمل) فلا تكلنا إلى نفوسنا في أمر من أمورنا طرفة عين ولا إلى أحد غيرك، أصلح لنا شأننا كله ولا تحجبنا في كل ما تقيمنا فيه من المقامات والأحوال والنشآت عن حضرات قدسك وحلاوة شهودك وانسك، وفي ذلك الانس الدائم مع الله: فليتنافس المتنافسون (26 - المطففين) آمنين عن كل ما لا يرضيك، في كل من المراتب مما ينافي هذه المراتب. آمين، فاستجب دعانا يا ارحم الراحمين.
455 - 5 الحمد لله وسلامه على عباده الذين اصطفى كافة وعلى سيدنا محمد وآله والكمل من اخوانه وورثته خاصة، وعلى امامنا ومفتاح قفل لساننا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل (173 - آل عمران) ثم الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا (1).