الحاصل: ان تنظر إلى كل حاصل لك، فان تعلق حكمه بوجه يمكن زواله في وقت أو حال أو موطن أو نشأة معينة، فمتعلقه الاستعداد الجزئي المجعول، والا فمتعلقه الاستعداد الكلى الغيبي.
ضابطة أخرى 305 - 5 كل ما توقف حصوله لك على أمر وجودي جزئي غير الوجود المطلق، فهو مجعول وبالاستعداد الجزئي مقبول - وما لا فلا - فاعتبرها في نفسك وفيما خرج عنك وفيما لك أو لغيرك فيه اثر ظاهر أو باطن.
306 - 5 ثم نقول: والتنوع والاختلاف في ذلك للتناسب أو التنافر بين الأشياء الناشئين من غلبة حكم ما به الاتحاد أو حكم ما به الامتياز.
307 - 5 قال في النفحات: وغبة احكام ما به الامتياز على احكام ما به الاتحاد اما من حيث الكثرة العددية ورجحانها على كثرة ما به الاتحاد، واما من حيث أصالة الاحكام وكليتها، فيظهر سر التضاد والجهل والافتراق والمباينة، وقد يكون الامر بالعكس فيقوى حكم المناسبة ويقع المحبة ويظهر سلطنة العلم والوصلة والاجتماع ونحو ذلك. هذا كلامه.
308 - 5 ثم نقول: والاتحاد والامتياز ثابتان لما ثبتا له، لا بجعل، بل الله تعالى بمشيئته يقبض فيظهر حكم الجمع وسلطنة الوحدة ويبسط فيظهر حكم التميز الذاتي والتفصيل الكامن من قبل في أحدية الجمع، وذلك لان القبض في صفات الحق ميله إلى اخذ ما به كلية قوام الامر ومنعه عن الاسترسال والانبساط، كاخذ الماء والهواء القائمين بالشجر عن الاسترسال في اجزائه وامساك النفس عن الاسترسال بقواها في شهواتها ومنع المال عن قضاء الحوائج بخلا، والبسط ميله إلى ارسال ما به قوام الامر في جميع ذلك.
309 - 5 قال في النفحات: وينبغي ان يعلم أن بيان غلبة المناسبة في المواد المثالية