ولا يستدعيه لسان نوع من أنواع طلبه، فان امكنه ان يعرف الحقيقة الطالبة لذلك الامر الوارد أو التجلي أو غيرهما أعدها لقبوله وجردها عن احكام منافراتها وأقامها في عبودية الحق سبحانه وتعالى من حيث الحضرة التي ورد منها الوارد، عاملا ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي بمقتضى الحكمة الإلهية والأدب مع الله.
1047 - 4 وان عسر ادراك الطالب الجزئي منه على التعيين، استدل بالوارد وحكمه وخاصيته على المورود عليه، مهتديا بالحق وبما ورد منه، فإذا تحققه معتبرا بالميزان الكمالي الإلهي، فان اقتضى ذلك الامر مساعدة الحقيقة الطالبة ورفع ما يعوقها عن الوصول إلى كمالها، ساعد وأعان وطلب بباقي الحقائق المناسبة لها في المرتبة من الحق تكميل تلك الحقيقة على الوجه الأليق الذي يقتضيه الحكمة الإلهية الكمالية، وكان ذلك الوجه من التكميل شفيعا مشفعا لتلك الحقيقة عند ربه، وان لم يقتض حكم الميزان مساعدة تلك الحقيقة الطالبة، كان وروده بحسب الوقت والحال والمعرفة والمقام الذي هو فيه والموطن.
1048 - 4 ولا اعتراض على الاستعدادات الكلية وألسنتها ومطالبتها جملة واحدة، لأنها غير مجعولة فغير معللة، ولذلك: لا يكلف الله نفسا الا وسعها (286 - البقرة) ولكن على الانسان ان يعتبر الاستعدادات الجزئية الوجودية فيتوجه إلى الحق بحكمها وطلب صلاح شؤونه ورعاية مصالحه كلها ما علم منها وما لم يعلم مما يحتاج إليه كل جزء وحقيقة من اجزاء نشأته وحقائق ذاته. وعلى ذلك ورد قوله عليه وآله السلام لام حبيبة - حين قالت في دعائها: اللهم متعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية -: سألت الله بارزاق مقسومة واجال مضروبة، فلو سألت الله ان يجيرك من عذاب النار وعذاب القبر.
وقد قال عليه وآله السلام: كل شئ بقضاء وقدر حتى العجز والكيس.
1049 - 4 فقال الشيخ قدس سره في شرحه: المقدرات على ضربين: ضرب يختص بالكليات فأخبر النبي صلى الله عليه وآله انها محصورة في أربعة أشياء: هي العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاوة، وضرب يختص بالجزئيات اللازمة التفصيلية، وظهور بعضها