يريد الحق منه بالإرادة الأولى الكلية (1) المتعلقة (1) بحصول كمال الجلاء والاستجلاء، فإنه الموجب لإيجاد العالم والانسان الكامل الذي هي العين المقصودة لله على التعيين، وكل ما سواه فمقصود بطريق التبعية له وبسببه، من جهة ان ما لا يحصل المطلوب الا به فهو المطلوب.
1053 - 4 اما الانسان الكامل فهو المراد لعينه، لأنه المجلى التام للحق يظهر الحق به من حيث ذاته وجميع أسمائه وصفاته واحكامه واعتباراته على نحو ما يعلم نفسه بنفسه و (2) ما ينطوى عليه من أسمائه وسائر ما ذكر و (3) حقائق معلوماته و (4) أعيان مكوناته، دون (5) تغيير يوجبه نقص القبول وخلل في مرآتيته، ومن هذا شأنه لا يكون له إرادة ممتازة عن إرادة الحق، بل هو مرآة إرادة ربه وغيرها من الصفات، وحينئذ يستهلك دعائه في ارادته التي لا تغاير إرادة ربه، فيقع ما يريد كما قال تعالى: فعال لما يريد (6) (16 - البروج) 1054 - 4 ومن تحقق بما ذكرنا فإنه ان دعا فإنما يدعو بالسنة العالمين ومراتبهم من كونه مرآة لجميعهم، كما أنه إذا ترك الدعاء انما يتركه من حيث كونه مجلي للحق باعتبار أحد وجهيه الذي يلي الجناب الإلهي ولا يغايره (7) من كونه فعالا لما يريد، وليس وراء هذا المقام مرمى لرام، ودونه المتوجه إلى الحق بمعرفة تامة وتصور صحيح للمقصود بخطاب: ادعوني