485 - 3 الثاني: ان لكل واحد من هذه الأجناس والأنواع والاشخاص أحدية محضة لا يشابهه ولا يشاركه فيها غيره البتة.
486 - 3 واما البرزخ الذي هو على الحقيقة منشئ هذين الطرفين (1) ومعينهما أولا والجامع بينهما ثانيا، فإنما هي الحقيقة الانسانية ولها اعتباران: أحدهما غلبة حكم الوحدة والاجمال عليه، والثاني غلبة حكم الكثرة والتفصيل، فباعتبار الاجمال يسمى بالحقيقة المحمدية وباعتبار التفصيل يسمى بالحضرة العمائية (2).
487 - 3 وقال في الديباجة: وباعتبار سير التجلي الأول وسرايته في التعين الثاني وظهوره بصورة النفس المنبث، سمى حقيقة الحقائق وحضرة العماء والخيال المطلق.
488 - 3 وأقول: الذي يفهم من كلام الشيخ قدس سره في التفسير انه التعين الأول حيث قال فيه: متى ذكرت البرزخ الأول وحضرة الأسماء والحد الفاصل ومقام الانسان الكامل وحضرة أحدية الجمع والوجود وأول مراتب التعين وصاحبة الأحدية وآخر مراتب الغيب وأول مرتبة الشهادة بالنسبة إلى الغيب المطلق ومحل نفوذ الاقدار.
489 - 3 فالكل إشارة إلى العماء الذي هو النفس الرحماني، لكن المذكور فيما سيجئ في مفتاح الغيب من أن (الرحمن) اسم لصورة الوجود الإلهي من حيث ظهوره لنفسه (3)، وان (الرحمن) باعتبار انبساط نوره على الممكنات وظهورها به مع وحدته في نفسه يسمى نفسا - كما نطقت به النبوة - وان هذا النفس بالنسبة إلى مطلق النشأة الكلية الوجودية والموجودات المكونة الصادرة من الرب سبحانه التي هي كلمات نفسه وحروفه، بخار (4) عام هو نتيجة الاجتماع بين الأسماء الذاتية وأول مولود ظهر عنها، ثم الحكم بان النفس الرحماني عين العماء دليل (5) ظاهر على أن العماء ما بعد التعين الأول (6)، إذ لا يعتبر فيه أمر زائد