ومتعلق الشهود هو المركب من البسائط، مع أنه ليس بشئ زائد عليها الا نسبة جمعها المظهرة للامر الكامن فيها، الذي لولا الاجتماع على النحو المقصود لم يعلم ولم يظهر عينه، فالبساطة حجابك، وبالتركيب الذي هو ستر على الحقائق يرتفع ذلك الحجاب، مع عدم تجدد أمر وجودي، هذا هو العجب العجاب.
112 - 3 الرابع: ما قال الشيخ قدس سره في النفحات: كل هيئة واجتماع من وجه أول ومظهر وما يتصل ويتعين به من مطلق الذات هو اخر وظاهر، لان المظهر حكمه حكم المرآة، فالمرآة إذا امتلأت بما ينطبع فيها لا ترى، وانما يرى المنطبع (1)، فلذا قلنا: كل مظهر باطن، والظاهر هو المنطبع، هذا مع أنه - أعني المنطبع - من وجه اعتبار تقدمه على حالة الانطباع باطن هذا الظاهر وروحه (2)، وباطن الباطن (3) ما يعلم مجملا من غيب الذات بواسطة ما تعين منها، باعتبار ان وراء هذا المتعين أمرا تعينه مسبوق باللا تعين، وقد تعين من هذه الحيثية. هذا كلامه قدس سره.
113 - 3 إذا تحققت هذه الأصول فنقول: كل مظهر لأمر ما من هذه المظاهر - أعني صورته التي بها يتعين ويظهر حقيقته - سواء كان من المظاهر الحسية أو المثالية أو غيرهما مما ذكر، لا يمكن ان يكون ذلك المظهر ظاهرا من حيث كونه مظهرا له، والا لتوقف تعين كل منهما على الاخر ودار التوقف من جهة واحدة وهو محال، ولا ظاهرا بذاته، والا لاستغني عن الغير ولم يكن صورته، وقد فرض انه كذلك، هذا خلف، ولا ظاهرا في شئ غير ذلك الظاهر، والا كان التعين من ذلك الغير لا منه، وقد فرض انه منه، هذا خلف.
114 - 3 والتحقيق: ان قاعدة الظهور تبعية الظاهر للمظهر في التعين وبالعكس في الظهور، ولا يتحقق (4) هذا على شئ من التقادير الثلاثة، اللهم الا في صورة واحدة هي ان