يوفد إلى عين التمر سنة 1939 لمكافحة الأمراض المستوطنة والبلدة آنذاك في بحبوحة من الجهل والفقر المتقع ويكفي أن أقول انه كان يقدر متوسط دخل الفرد هناك آنذاك سنويا مائتين كيلو من التمر في ذلك اليوم الذي كان الطن الواحد من التمر قد بلغت قيمته الدينار ونصف الدينار حتى استعمله البعض صرفا للوقود.
فانظر إلى هذا البشر المسكين الذي كان يرتدي الثوب وحده دون حذاء وحاسر الرأس ولا ينزع الثوب حتى يتمزق، وأشهر أمراضهم ديدان الأمعاء والبلهارزيا والملاريا.
فلا غرو أن تجد الكل مصابين بهذه بطونهم منتفخة لتضخم الطحال للملاريا المزمنة وحفظ الوجود ذوي أسنان صفراء ويكاد فقر الدم من العلائم الظاهرة.
مياههم كبريتية تجري داخل القرى.
ومن الغريب أن الماء هذا منه يشربون وفيه يلقون قذراتها لترى الواحد منهم يبول في هذا الماء ويتغوط على سفح الجدول.
ولا تكفي هذه القصاص لشرح حالهم آنذاك وربما تجد في مطالعة الأبيات التالية كيف كان عليه الناس وكأنهم يعيشون في العهد الحجري المظلم في أحط أنواع المعيشة. ولا يكاد أحدهم أن يقوم بإنشاء مزرعة حتى تجد الباقين ليلا يعبرون عليها ويدمرونها.
وإليك الأبيات التي انطلقت وحشة من صاحبه بعد شهر من الإقامة هناك فهي بالوقت لا إسالة ولا تنوير، ولا طرق للمواصلات صالحة ولا ولا كل شئ سوى دوائر حكومية يتقدمهم الجباة وكان الجميع يعيشون في أرض موبوءة لا