الكفر ما يوجب الحبط (1).
... والخلاصة: تعددت الدوائر، ولم تجد الدعوة غضاضة في التعامل مع جميع الخصوم الذين يقفوا تحت سقفها، كانت تحاور جميع الأطراف دون أن تسمح لأي طرف من السيطرة عليها. وتعامل الدعوة مع القوى المختلفة ومع الأضداد، كان تعاملا يستخلص مصلحة الفطرة في النهاية. وإذا كانت الدعوة قد أحاطت الجميع بآيات تحدد كيفية مخاطبة النبي وكيفية دخول بيوته، فإنها حاصرت دائرة الرجس الحصار الذي يقوقع المنافقين ولا يجعل حركتهم قابلة للتمدد على المستوى الأفقي أو الرأسي. وذلك بفرض نظام يرفض اتخاذ بطانة من غير الذين آمنوا. كما حددت الدعوة دائرة الطهر، وهذه الدائرة قضى الله وقضاؤه حق. إن عزة الإسلام مع هذه الدائرة وإن في هذه الدائرة طائفة لا يضرهم من ناوأهم أو من خذلهم أو من عاداهم حتى يأتي أمر الله.